أريد منكم أن تدلوني على حل: أنا متزوجة من رجل ولديه ثلاث بنات وولد، وأنا لم يسبق لي الإنجاب، ووالدتهم مطلقة من زوجي. كل إنسان على موت وحياة، مشكلتي أنني أخاف لو توفي زوجي أن يجلب أبناء زوجي أمهم للسكن في بيتي، خاصة وأنها ليس لديها إلا ابنٌ واحد والشرع يلزمه بها، وهذا منزلهم والجزء الأكبر من المنزل لهم، أنا لا أخاف من ظلمهم، لكن هذا هو الواقع، وأنا لا أرغب في استقبالها، وليس لها الحق في ذلك، وبصراحة أنا تكلمت مع زوجي في هذا الموضوع فوجدته يكره وجودها كرهًا شديدًا، لذلك أرسلنا لكم لنسألكم، دلونا على حل يمنع أولاده بإدخال هذه المرأة بيتنا منعًا باتًّا في حال وفاة زوجي، وبصراحة نحن قررنا أن نختار بين حلين:
الحل الأول: أن نجعل مسكننا هبةً لله تعالى؛ حيث نستمتع به أنا وبناته فقط دون الولد، ونشتري منزلًا صغيرًا ونجعله هبة أيضًا، ولكن للولد فقط.
الحل الثاني: أن نشتري شقتين، وإن يهب زوجي الأولى لي والثانية لأولاده.
أرجو منكم أن تدلونا على ما هو جائز شرعًا فقط، وإذا كان لديكم اقتراح أفضل فدلونا، ولكم الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالذي يظهر لي أن الحل الثاني هو الأقرب للشرع، والأرضى للرب جلَّ وعلا؛ إذ ليس لنا أن نتحيل لمنع الولد من البر بأمه بعد وفاة أبيه؛ فإن هذا التحيل في ذاته من الظلم الذي لا يجوز أن نخطط له، ولا أن نسعى لتحقيقه، وأنت تقرين أن هذا منزل أولاده أو أن الجزء الأكبر لهم، ولو كنت مكان أمهم ما طابت نفسك أن يسعى أحد للحيلولة بينك وبين بر ابنك بك بعد موت أبيه! ومن ناحية أخرى فإنني أقدر مشاعرك البشرية الجِبِلِّية، ولهذا أرى أن الحل الثاني هو الأمثل؛ حيث يُمَكِّنُك من الاستقلال بمسكن يكنك، ويُمكِّن الأولاد من البر بأمهم بعد وفاة أبيهم. والله تعالى أعلى وأعلم.