كيف أرد حقَّ مطلقتي؟ تزوجت من امرأة، وبعد مدة قصيرة طلقتها لسوء العشرة، فكانت تعارضني دائمًا ولا تلبي احتياجاتي كزوج، ووصل بها الأمر لإهانتي؛ ولكثرة تركها منزل الزوجية وتشجيع أمها إياها انفصلنا، وكانت قد حملت.
وكان من سبب الطلاق أيضًا أنها عملت بدون علمي، على الرغم من أني تزوجتها وهي لا تعمل، وقدمت للعمل بدون إذني، وعملت بالفعل.
ثم وهي في بيت أبيها قدمت بلاغًا للنيابة أني سرقت قائمة المنقولات. وأخذت براءة، ولم تكن هناك قائمة من الأصل.
على الرغم من أني عرضت على والدها أن يأخذ ما أتى به من فرش وشبكة ومؤخر، فرفض بقوله إنه سيأخذ حقه بالقانون.
وبعد الحكم برفض الدعوى عرضت ما عرضتُ من ذي قبل ولكن طلبت ما أتت به وما أتيت به من غرف معيشة.
على الرغم من أنني سددت لها المؤخر ونفقة العدة والمتعة ومصاريف الولادة وأجر الحضانة والرضاعة والمسكن ونفقة ابني. فما رأي الشرع فضيلة الدكتور؟
على الرغم من أني أفكر في إعطائها نصف الغرف والعفش الذي أتت به، وعلى الرغم من أنها هي التي كانت لا تريد الحياة معي؛ حيث إنني عرضت عليها مرارًا أن تعود وهي ترفض العودة، حتى فاض بي الكيل بعد أن جاءت الشرطة بعد بلاغها، وعملت بلا إذني.
أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرًا يا دكتور.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
ففي الخصومات الزوجية التي تنتهي إلى الفرقة بين الزوجين يعسر تكييفها بدون الاستماع المباشر إلى الطرفين؛ لأن الفرقة قد تكون خلعًا إذا كانت المرأة هي التي بطرت معيشتها وكرهت عشرة زوجها، وفي هذه الحالة تردُّ إليه ما بذله لها من صداق، وإن كانت تفريقًا للضرر أو طلاقًا عاديًّا فتبقى لها حقوقها كافة، من مؤخر صداقها ونفقة عدتها ومتعتها ونحوه.
ولا شكَّ أن كلَّ واحد من الطرفين يُحاول أن يسوق الأحداث على نحو يدعم موقفه.
وعلى كل حال إن كنتم قد اتفقتم على أن منقولات بيت الزوجية حق للزوجة، فهي ملك لها، وإن لم تكونوا فلا حق لها فيها.
ويبقى أن الصلح خير(1)؛ فأتمروا بينكم بمعروف، ولاسيما أن بينكم ولدًا تمس حاجته إلى سلام بين الأبوين لينشأ نشأة سوية.
وأسأل الله أن يقيكم شر أنفسكم، وأن يأخذ بنواصيكم إلى ما يحب ويرضى. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________
(1) قال تعالى: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [النساء: 128].