علق طلاق زوجته بلفظ كنائي ومتردد في نيته

كان قد نشب خلاف بيني وبين أخي زوجتي من فترة، ووصل الأمر إلى أمور صعبة التحمل؛ منها في يوم من الأيام وأنا أسير بسيارتي ومعي زوجتي فاشتد النقاش بيننا حول هذا الأمر وقلت لها: «أقسم بالله العظيم لو أخوكي قلَّ أدبه ثانيةً لا يحصل طيب». وكان في قصدي وفي نيتي الطلاق، ولكني كنت وقتها حريصًا على أن أقول هذه الكلمة بصريح التعبير.
ومن يومين حدثت بعض محاولات الصلح، ولكنها باءت بالفشل للأسف بيني وبينه، وكان يتحدث بقلة في الذوق، فانتهت الجلسة بنفس الشيء.
والسؤال هنا: هل ما قلته لزوجتي في السيارة يُعتبر طلاقًا مشروطًا؟ وما حدث من أخيها في آخر مرة يقع منه شيء علي أنا وزوجتي في العصمة بسبب ما قُلته؟ أم لا يعتبر طلاقًا مشروطًا ولا شيء؟
فأنا خائف لأن البعضَ يقول: الطلاق المشروط يقع بمُجرَّد وقوع الشرط، والبعض الآخر يقول أن مثل هذا الكلام «لا يحصل طيب» يجب أن تُسأل عن النية والقصد. وأنا لا أعلم هل هذا صحيح أم لا؛ لأنهم ليسوا شيوخًا أيضًا.
ما يقولون ذلك فهم من عامة الناس ولا أعلم هل أنا عندما قلتها كان هدفي التهديد فقط ولا أقصد الطلاق لفعله. أتمنى أن تكون فهمت ما أنا عليه. وشكرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
ففي كلامك تناقضٌ ظاهر، أعانك الله على نفسك، وأعان مفتيك عليك.
تقول في أول كلامك: قلت لها: «أقسم بالله العظيم لو أخوكي قلَّ أدبه ثانيةً لا يحصل طيب، وكان في قصدي وفي نيتي الطلاق». وتقول في آخر كلامك: «ولا أعلم هل أنا عندما قلتها كان هدفي التهديد فقط ولا أقصد الطلاق لفعله؟» فبأي قوليك نأخذ؟!
هذا القول قطعًا ليس من صريح الطلاق، وقصاراه أن يكون من كناياته، وكنايات الطلاق لا يقع بها الطلاق إلا بالنية، فرجع الأمر إليك مرة أخرى، هذا بالنسبة للأسوياء من الناس.
أما من كان يعاني من الوساوس القهرية مثلك، فقد قلت لك مرارًا: لا يقع طلاقك ولو صرحت به إلا إذا قصدت إليه عن رضًا وطمأنينة، وهذا لم يتحقق فيما قصصته. فلا طلاق.
فتجاهل هذا الأمر يا بُنيَّ، وأقبل على شأنك فاستصلحه، واشتغل بما ينفعك، وأصلح ما بينك وبين أحمائك، فإن الحياة قصيرة، ولا تستحق كل هذه الاحتقانات. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 13 نوفمبر, 2025
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend