شيخنا الجليل، لدي استفسار عاجلٌ في أمرٍ يكاد يجعلني لا أعرف النوم لا ليلًا ولا نهارًا:
أنا سيدةٌ متزوجة، تزوَّجتُ منذ أشهرٍ لكنني لا أُقيم بعدُ مع زوجي لأنني في انتظار بعض المعاملات الإدارية.
وكنت قبلًا متزوجة ولي طفلان ما زالا صغيرين، أحدهما مريضٌ يعاني من مرض التوحد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو يُقيم مع أبيه المتزوِّج، وابني الثَّاني معي.
ابني المريض يعاني من تعبٍ شديد وأبوه ليس لديه وقتٌ له، وزوجة أبيه لم تُطِقْ وجوده في البيت طبعًا.
بَحَثْنا عن حلٍّ في كل الاتجاهات، بحثت لابني المريض دون جدوى، في كلِّ مرة تنسدُّ الأبواب أمام وجهي.
وأنا الآن في حالة نفسية مرهقة، فلا الحياة حياة ولا السعادة أراها، ولا أستطيع أن أُعطيَ زوجي البعيد أصلًا أيَّ شعورٍ بالوُّدِّ لأني تائهةٌ مع مشكلتي.
مؤخرًا بات الحلُّ الوحيد الذي أراه ناجعًا ووحيدًا هو أن أطلب الطَّلاق من زوجي وأعود لأبي أولادي، فأعلمتُ أبا الأولاد بهذا الأمر وقال إنه سيفكر؛ لأنه أيضًا يُعاني.
سؤالي شيخي ورجائي أن تَجِدَ لي حلًّا يُعيد السكينة للأنفس، سؤالي: هل يُمكن لي شرعًا أن أطلب الطَّلاق من زوجي لأعود لأبي أولادي علمًا بالظروف التي سَرَدتُها سلفًا؟ إذ إنني أراه حالًا استثنائيًّا يستحق الاستفاضة فيه. أرجو منكم الإفادة ولكم فائق الاحترام من أمٍّ لا يكاد الدمعُ ينقطع من مجراه لديها أبدًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه من النَّاحية الشَّرعية البحتة إذا تعيَّن الطَّلاق سبيلًا لاستنقاذ حياةِ هذا الطفل البائس فلا أرى به حرجًا، ولكن الحرجَ أن تفتحي ملف العودة إلى زوجك السابق وأنت في عصمة رجلٍ آخر، هذا لا يَحِلُّ لك، ولكن فكِّري وتأمَّلي الأمرَ بينك وبين الله عز و جل ؛ فإن رأيتِ الطَّلاقَ من الزوج الحالي والعودة إلى الزوج السابق قد تعيَّن سبيلًا إلى استنقاذ هذا الطفل فأرجو ألا حرج، ونوصيك بالاستشارة والاستخارة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.