شيخي الفاضل، تزوجت زوجتي منذ اثني عشر عامًا، ولي منها ثلاثة أبناء، وتغيَّرت عليَّ منذ سبع سنوات، وحرمتني من جماعها، وعصتني أشد العصيان، وما زلت أظن بها خيرًا.
وقد صحبتها لأكثر من شيخ ليقرأ عليها، وطبيب ليكشف عليها بعد عناء، ولا شي من ذلك بها، وتطاولت في إخفاء هاتفها وحيثيات عملها حتى أحكمت عليَّ الخناق، فراقبتها واضعًا تسجيلًا في سيارتها، ومن حديثها مع صديقتها فهمت أنها تعشق آخر.
وبعد ذلك سمعت حديثًا معه فيه ضحكٌ ومزاح بصوتها فقط، وضربتها ضربًا غير مبرح وقالت: إنه مجرد كلام وعشق من طرف واحد. وأبلغتها أنني سأستر عليك إكرامًا لله ورسوله والأبناء الصغار.
وما زلت أعاني حتى الآن منها أشد عصيانها لي في كل الأمور، علمًا بأنها طيبة التعامل مع جميع الناس، ومعروف عنها الحكمة والاتزان والالتزام، ولكن بيني وبينها الحياة جحيم، ولا تُطيق حتى أن تجاملني. أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن صحَّ ما تقول فإن الله تعالى لم يضيق عليك والنساء غيرها كثير.
وللحياة الزوجية طريقان لا ثالث لهما: إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان. فإن كنت قد عجزت عن الإمساك بمعروف فلا ينبغي أن تعجز عن التسريح بإحسان! وقد قال ربك جلا وعلا ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾ [النساء: 130].
فاستخر ربك، واستشر من تثق بهم من المقربين إليك من أهل الديانة والصيانة، فإن نهج لك فراقها فتوكَّل على الله. والله تعالى أعلى وأعلم.