ما الحكم إذا قال أحد الأشخاص لزوجته هذه الجملة «اسمعي كلامي بدل ما أطلقك وأتجوز واحدة تانية»؟ هل يقع بسبب ذلك طلاق؟
وما حكم قراءة أو ترديد الجملة السابقة، وبالتحديد هذه الكلمة منها «ما أطلقك» أثناء أو بعد كتابتها؟ حيث إنني كنت أقاوم نفسي حتى لا أنطقها أثناء أو بعد كتابتها، حتى لا يصيبني الوسواس، ولكن بالرغم من ذلك شعرت أنني ربما نطقتها، مع العلم أنني لم أكن أقصد إنشاء الطلاق ولا في نيتي ذلك، أثناء مقاومة نفسي حتى لا أنطقها، ولكني شعرت أنني ربما نطقتها، فما حكم قول هذه الجملة «اسمعي كلامي بدل ما أطلقك وأتجوز واحدة تانية»؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذه الكلمة ليست من الكلم الطيب، ولا تنبئ عن حُسن عشرة، ولا تعكس وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء عندما قال: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا»(1). وعندما قال: «اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ الله، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ الله»(2). وعندما قال: «مَا أَكْرَمَهُنَّ إِلَّا كَرِيمٌ، وَمَا أَهَانَهُنَّ إِلَّا لَئِيمٌ»(3).
ولكن هذه الكلمة ليست من صيغ تنجيز الطلاق، ولكنها من صيغ التهديد به، فلا يقع بها طلاق، سواء عليك أكتبتها أم نطقت بها، ولكن لا ترجع إليها ثانية. والله تعالى أعلى وأعلم.
——————————
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «الوصاة بالنساء» حديث (5186)، ومسلم في كتاب «الرضاع» باب «الوصية بالنساء» حديث (1468) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه مسلم في كتاب «الحج» باب «حجة النبي صلى الله عليه وسلم» حديث (1218) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(3) أخرجه ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (13/ 313) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
زوج يهدد زوجته بالطلاق والزواج بأخرى إن لم تطعه
تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية: 06 الطلاق