إذا تلفظ أحد بكلمات شعرية ومن تأليفه بعد حدوثِ مشكلةٍ بينه وبين زوجته، وقال: (بها كلمات من كنايات الطلاق) ولم يقصد إيقاع الطلاق فهل يقع بذلك؟ علمًا بأن الكلمة لا أتذكرها، وهل هي فعلًا من كنايات الطلاق أم لا.
وفي بعض الأحيان أقول: (هي أكيد من كنايات الطلاق). ويحصل لي شكٌّ هل قصدت إيقاع الطلاق أم لا؟ وعندما أفكر فيما جرى أقول: (أصلًا الكلمة خرجت مني عفوية ولم أقصدها ثم بدلتها). فلا أتذكر الأمرَ بشكل كاملٍ وأنا في شكٍّ دائم وحيرة من أمري.
هذا الأمر كانت من نتائجه الوسوسةُ والقهرُ والحزن حتى أدى بي الحال إلى أني أحاسِب نفسي على كل كلمة أخاف أن يقع بها الطلاق من خلال الكنايات، وفي بعض الأحيان أقول كلمات في حديث النفس من غير إرادة مني، أقول: (هذا معناه الطلاق) فمثلًا كنت أقول لزوجتي وأنا أضاحكها: (خلي بنتي تنفعج) وفي خلال هذا أُحدِّث نفسي من غير إرادة مني طلاقًا.
فماذا يكون هذا؟ وما هو الحل من هذه الأحاديث والحزن الذي لا يفارقني. أفيدوني أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كنايات الطلاق لا يقع بها الطلاق إلا مع النية، والنية هي العزم على الطلاق بغير تردُّد، فإذا لم توجد النية فلا طلاق، وما يجري على لسانك عفوًا بغير قصد ولا إرادة فهو من لغو القول، وقد قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [البقرة: 225، 226].
فهون عليك، ولا تسمح للشيطان أن يتلاعب بك، ويغرقك في دوامة الوسوسة، وما عالجت الوسواس بمثل إهماله وعدم الالتفات إليه. والله تعالى أعلى وأعلم.