يا شيخ، كيف حالك؟ أرجو أن تكون في أتم الصحة والعافية. وبعد:
اشترى أخي والوالد يرحمه الله أرضًا في جدة، وكانت قيمتها مائتين وخمسين ألف ريال قبل خمس وثلاثين سنة، بالنصف هو والوالد، أخذ أخي قرضًا من صندوق التنمية العقاري باسمه، وقيمته ثلاثمائة ألف ريال، وبنيا هو والوالد أربع شقق بمليون ريال تقريبًا أيضًا مناصفة بينهما وسدَّدا القرض.
بعد ذلك بنى أخي شقتين له أيضًا وسكن وأجر، فصار لأخي أربع شقق والوالد شقتان. الآن بعنا العمارة بخمسة ملايين وثلاثمائة ألف ريال:
1- كيف تكون القسمة بينه وبين الوالد؟
2- وهل له شيء؛ لأنه الآن ليس له حق في أخذ قرض آخر من صندوق التنمية العقاري؟ مع العلم بأن العمارة بيعت الآن بسعر الأرض؛ لأن قيمة الأرض ارتفعت، وسوف تُهدم ويُبنى مكانها عمارة.
استشارة: الآن وبعد البيع لا نعلم: هل كل واحد من الورثة موافق على شراء عمارة؟ لأن القلوبَ اللهُ يعلم بما فيها، ممكن من البنات من تستحي أن تقول: أعطوني نصيبي. فهل هذا التصرف صحيح بشراء عمارة ليكون عائدها للجميع؟
3- هل نعطي كل واحد نصيبه نقدًا، أم نشتري عمارة؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد كانت العمارة شركة بين أخيك وأبيك مناصفة- كما تذكر- قبل أن يبني أخوك الشقتين اللتين استحدثهما، وبوفاة الوالد : فإن نصيبه في هذه العمارة يكون تركة، ويُوزَّع بين الورثة على وفاق الشرع، وهو نصف قيمة الأرض، وما يخصصه من الشقق التي بُنيت عليها، ونصفُ مقابلِ الأرض التي استحدث عليها أخوك شقتيه الجديدتين؛ لأنه لم يبنهما على أرضٍ خالصة له، بل كانت مناصفة بينه وبين أبيه، وتستقطع قيمة هذه الأرض مما يخص أخاك من التركة.
أما التراتيب العملية لذلك فيُرجع فيها إلى ما يتراضى عليه الورثة، وينبغي الحرص على استطابة نفوس الورثة جميعًا. والله تعالى أعلى وأعلم.