فضيلة الشَّيخ، بعد وفاة جدِّي حدث أن أخذت زوجةُ جدِّي- رحمها الله وغفر لها- مبلغًا من المال الذي لم يُقسم بعدُ على الورثة- وهم أبي وأعمامي- ووضعته عند جارةٍ لها، ثم بعد مدةٍ من الزمن قامت بشراء عمارة بهذا المال.
وبعد وفاة والدي ووفاة زوجة جدِّي كانت العمارةُ من حقِّ أبنائها وهم أعمامي دون أبي الذي كان من أمٍّ أخرى، وبعد ذلك لحقت بهم الجارة التي أفشت بالسرِّ عند احتضارها لأعمامي، الذين أخبرونا بذلك إبراءً للذِّمَّة جزاهم اللهُ خيرًا، عسى اللهُ أن يغفرَ لوالدتهم.
السُّؤال الآن: هل يُعطينا أعمامي أنا وإخوتي نصيبَ أبي الشَّرعي من ذلك المبلغ من المال بعد حوالي أكثر من خمس وثلاثين سنة، أم يحقُّ لنا نصيبٌ من العمارة التي كانت استثمارًا لهذا المال؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأسأل اللهَ أن يغفر لجدَّتِك وأن يجزي أعمامَك خيرًا، وما دام أعمامُك حريصين على إبراء ذمَّتِهم- بارك اللهُ فيهم- فإنهم يُعطونكم نصيبَكم في هذه العمارة؛ لأن حَبْس المال طوال هذه الفترة كان ظلمًا، فأيُّ نماءٍ فيه لا ينبغي أن يُحرم منه أحدٌ من المستحقِّين له ممن حُبس عنهم ظلمًا وبغيًا.
ونسأل اللهَ أن يغفر للجميع، فأتمروا بينكم بمعروفٍ، ونسأل اللهَ أن يُؤلِّف بين قلوبكم، وأن يصلح بالكم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.