تُوفي أبي رحمة الله عليه، وكان قد كتب في حياته كلَّ ما يملك من أراضٍ زراعية وأرض بناء باسم أمي بناءً على رغبتها، هذه الأراضي بالملايين الكثيرة، أمَّا مقر تجارته فقد كتبه باسم أولاده: ثلاث بنات وولد، وهو مبنى ثلاثة طوابق يقدر بمال كثير يتجاوز المليون، للذكر النصف والبنات الثَّلاثة النصف، وكان ذلك دون علمنا، وكان أبي عادلًا في العطيَّة لي ولإخوتي كثيرًا جدًّا، حيث كان يُساعد كلَّ إخوتي في أعمالهم، الأخوات طبيبات والأخ أعمال حرة تجارية، وكان في ذلك الأمر يعدل إذا أعطى أيًّا منا، وكان طيبًا وحنونًا وخيِّرًا مع كلِّ النَّاس بفضل الله، الآن كيف نقسم التَّرِكة؟ وما هي التَّرِكة أصلًا؟ مع العلم أننا نسأل لإبراء الذِّمَّة وليس من أجل المال.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كان قد فعل ذلك مع أمِّك على سبيل العطيَّة فإن له ذلك، وتُصبح هذه الأرض ملكًا لها، ومثل ذلك يُقال بالنِّسْبة لما فعله مع أولاده، وكان ينبغي عليه : أن يعدل في عطيَّته إمَّا بأن يسوي بين أولاده جميعًا في العطيَّة ذكورًا وإناثًا، أو أن يقسم ذلك بينهم على وفاق الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين، وهو : لم يفعل هذا ولا ذاك، فإما أن تتراضوا بينكم على إمضاء ما فعل والدكم، أو أن تُعيدوا تقسيمَ ذلك على وفاق الشَّريعة للذَّكَر مثل حظِّ الأنثيين، وإن كانت هناك ممتلكات أخرى فإنها تُقسم على وفاق الشَّريعة بعد قضاء الدُّيون وإنفاذ الوصايا، للزَّوجة الثُّمُن لوجود الفرع الوارث، والباقي للأولاد للذَّكَر مثل حظ الأنثيين. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.