تركت للوالد- رحمة الله عليه- مند 25 عامًا مضى مبلغًا من المال لوضعها في مشروع ما يخصني، فاشترى به أرضًا وكتبها باسمه، وأصبحت بحكم القانون ميراثًا للجميع. ما حكم الشرع في ذلك؟ علمًا بأنه لم توزع التركة إلى الآن.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد وقع ذلك في حياة والدك رحمه الله، ويبدو أن بِرَّك بوالدك وحياءَك منه منعك من الاعتراض عليه في حينها، وقد أخطأ رحمه الله عندما فعل ما فعل، والآن الوالد رحمه الله في ذمة الله.
فنصيحتي أن تأتمر في ذلك بينَك وبين إخوتك بمعروف، فإن أقرُّوا بالحقِّ فبها ونعمت، وإلا فلا تجعل منها سببًا للخصام وقطيعةً الرحم، اتركها لله عز وجل.
وأرجو أن ترى من لطائف ربك ما لم يكن يخطر بك على بال، فإن من ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 78) حديث (20758)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (2/ 178) حديث (1135)، من حديث يزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من الصحابة بلفظ: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ الله جَلَّ وَعَزَّ إِلَّا أَعْطَاكَ خَيْرًا مِنْهُ»، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/ 269) وقال: «رواه كله أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح».