بقي أن أعرف من فضيلتكم بخصوص تبادل الكلى؟ هل الأولى أن تتبرع إحدى الأختين الفاضلتين لابني مباشرة؟ أم أتبرع أنا لأحد أفراد أسرة أمريكية لا نعلم ملتها على أن يتبرع أحد أقربائه لابني؟ وذلك لعدم توافقي مع ابني وعدم توافقهم مع مريضهم أيضًا. أشكر لكم مساعدتكم وتوجيهكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأمر في ذلك واسع، ولعل الأرفق بك أن تتبرع إحدى الأختين الكريمتين لابنك مباشرة، إن طابت أنفسهما بذلك، وإلا فلا حرج في أن تتبرع لأسرة أمريكية ويتبرعون هم بدورهم لولدك، لا حرج في ذلك شرعا، فإن هذا من جملة البر والقسط الذي أمرنا به في التعامل مع المسالمين لنا من غير المسلمين، وقد قال تعالى:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]. والله تعالى أعلى وأعلم.