هل يجوز قراءة القرآن غيبًا للحائض؟ وهل يجوز لها أن تقرأ السور المأثورة غيبًا طبعًا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
اختلف أهل العلم في قراءة الحائض للقرآن الكريم: فذهب جماعة من أهل العلم إلى تحريم ذلك وألحقوها بالجنب، وقالوا: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنب لا يقرأ القرآن؛ لأن الجنابة حدث أكبر، والحيض مثل ذلك، والنفاس مثل ذلك فقالوا: لا تقرأ الحائض ولا النفساء حتى تطهرا، واحتجوا أيضًا بحديث رواه الترمذي عن ابن عمر ب قال: «لَا تَقْرَأُ الْـحَائِضُ وَلَا الْـجُنُبُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ».
وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب؛ لأن مدتهما تطول أيامًا كثيرة فلا يصحُّ قياسهما على الجنب؛ لأن مدته قصيرة؛ لأن في إمكانه إذا فرغ من حاجته أن يغتسل ويقرأ، أما الحائض والنفساء فليس في إمكانها ذلك، وقالوا في الحديث السابق الذي احتج به المانعون: إنه حديث ضعيف، ضعفه أهل العلم لكونه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، وروايته عنهم ضعيفة. وهذا القول هو الصواب.
فيجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب؛ لأن مدتهما تطول فقياسهما على الجنب غير صحيح، أما إن احتاجت إحداهن إلى القراءة من المصحف فلا حرج عليها بشرط أن يكون ذلك من وراء حائل كالقفازين ونحوهما. والله تعالى أعلى وأعلم.
قراءة القرآن للحائض
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 01 الطهارة