باسم الله، والحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله. وبعد: فلديَّ أربعة أسئلة لكم، ووفَّقكم الله تعالى يا فقهاءنا، واعذروني إن كنت قد أتعبتكم من قبل:
فلدي سلس في البول، ونزول سائل غريب بعد البول، لا أدري إن كان وَدْيًا. وفرجي حسَّاسٌ جدًّا، بحيث لو ضغطتُ عليه لنزل منه سائلٌ، وأحيانًا تنزل فجأةً قطرةٌ من سائلٍ بعد البول، ويبدأ نزول هذا السَّائل، فينزل قطرة ثم ينقطع، ثم قطرة وهكذا.
ولكن لو استنجيت بالمنديل ينقطع السَّائل ولكن ذكري يبقى حسَّاسًا، ولا يمكنني أن أُحدِّد وقتًا معينًا لانقطاعه، فمثلًا أحيانًا يكون 30 دقيقة، وحتى بعد انقطاعه ينزل من وقتٍ لآخر بعضُ القطرات.
الأسئلة:
– كنت اليوم أغتسل من الاحتلام ونزل مني قطرةٌ، فهل غسلي صحيح؟
– بعد الوضوء لصلاة المغرب شككتُ في نزول شيءٍ من ذَكَري، فنظرتُ فجعلتُ بنطالي يضغط على ذَكَري ولكن كان خطأً، فقد خرجَتْ قطرةٌ فصلَّيْتُ بدون إعادة الوضوء، لأنني لا أدري أن هذا ينقضه، لا أذكر إن كنت مَسَسْتُ الذَّكَر أم لا. السُّؤال: هل أصلي المغرب من جديد؟
– هل إذا لم أكن أعلم هل صلاتي صحيحةٌ أم لا، هل يجوز أن أُعيدها، وخصوصًا لما تشبهه حالتي تلك من سؤالي الثَّاني؟
– اختلف الفقهاء في وجوب الوضوء لكلِّ صلاةٍ بالنِّسْبة للمُصاب بسلس البول، فهل يجوز لي العملُ بأيِّ قولٍ؟ وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّه، والله مُوفِّقنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإنه إذا لم ينضبط وقتٌ معين لنزول هذا السَّائل وانقطاعه فيلزمك الوضوء لوقت كلِّ صلاةٍ. ولا يَضرُّك ما نزل منه بعد ذلك، إلى أن يأتي وقتُ الصَّلاة الأخرى، فتُجدِّد وضوءك بعد الاستنجاء والتَّحفُّظ.
وإذا شككت في صحة صلاةٍ يُشرع لك إعادتُها احتياطًا للدِّين واستبراءً للذِّمَّة.
وقد أفتيناك بما نرى أنه صحيحٌ في وجوب الوضوء لوقت كلِّ صلاةٍ لمن به سلس بول.
بارك اللهُ فيك، وزادك حِرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.