هل إذا كنت مصابًا بسلس في البول، وفي أثناء صلاتي خرج، وخرج وقت هذه الصَّلاة- الفريضة- وانتقض وضوئي بذلك، فهل الصَّلاة صحيحة؟ فقد بلغني أن أحدَ العلماء قال بعدم الانتقاض. فما رأيكم؟ وما الدَّليل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن من كان حدثُه دائمًا مستمرًّا كصاحب سلس البول والرِّيح، يتوضَّأ لوقت كلِّ صلاة، ويُصلِّي بوضوئه ما شاء من الفروض والنَّوافل، حتى يدخل وقت الصَّلاة الأخرى؛ وذلك لما في الصحيحين عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني امرأة أُستحاض فلا أطهر، أفأدع الصَّلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا، إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقُ، وَلَيْسَ بِحَيْضٍ، فَإِذَا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي، ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ».
وصاحب السَّلَس مُلحَقٌ عند أهل العلم بالمستحاضة.
أما بالنِّسبة لسؤالك فنبادر أوَّلًا إلى تنبيهك على ضرورة عدم تأخير الصَّلاة إلى هذا الحدِّ بحيث لا تتمكَّن من إيقاعها جميعًا في الوقت، فإن هذا لا يَحِلُّ لك.
أما من حيث الطَّهارة فإنك إذا أوقعتَ جزءًا من الصَّلاة في الوقت بطهارةٍ صحيحة فلا يَضرُّك إكمالها بعد ذلك لأنه يغتفر في الدَّوام ما لا يغتفر في الابتداء. والله تعالى أعلى وأعلم.
سلس البول
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 01 الطهارة