الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله ومن والاه وبعد: فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور صلاح الصاوي، تحيةً طيبةً أبعث بها لفضيلتكم ولجميع مشايخنا وعلمائنا في مجمعكم الطيب المبارك، الذي أسأل الله أن يُبارك فيه، وأن يجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة، وأن يوفِّقكم وإياي لمرضاته والتقرب إليه، اللهم آمين.
وسؤالي شيخنا الحبيب عن امرأةٍ طهرت من النِّفاس قبل انتهاء الأربعين يومًا بحوالي أسبوع أو أكثر، فاغتسلت وصلَّت، ثم بعد انتهاء الأربعين يومًا نزل عليها دمٌ بسيط، وهي لا تدري أهو دمُ حيضٍ أم دم نفاس أم استحاضة؟
فهي في شكٍّ من أمرها، خاصةً بعدما تنامى إلى سمعها- لست أدري من الطبيبة المختصة أم من إحدى زميلاتها أم أنها قرأت- أن الحيضَ قد يأتي بعد النِّفاس مباشرةً أو بمدة قليلة.
فأرجو من فضيلتكم التَّكرُّم بتوضيح المسألة، سائلًا المولى أن ينفع بكم وبعلمكم ويجزيكم عنا خيرَ الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن أقصى مُدَّةٍ للنِّفاس أربعون يومًا في الصحيح من أقوال أهل العلم، وما تراه بعد ذلك فهو دمُ علةٍ وفساد، وليس دمَ نفاس، إلا إذا وافق ذلك أيَّام حيضتها فإنه يكون دمَ حيض.
والمميزة لدم الحيض عن غيره تعمل بتمييزها، والمعتادة تَعمل بعادتها، فإن تحيَّرت استصحبت الأصل، وهو أنه دمُ علةٍ وفساد، فلا يمنعها من مباشرة عبادتها ومباشرة زوجها لها بعد التطهُّر. ونسأل الله لنا ولها التَّوفيق والسَّداد، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.