أعاني من كثرة الاغتسال لمجرد حديث زوجي تليفونيًّا، وأحيانًا مداعبته، أو التخيل الجنسي، وقرأت هذه الفتوى للقرضاوي: ليس كل ما يخرج من الإنسان- بعد رؤية المناظر الجنسية المثيرة- منيًّا يوجب الاغتسال؛ فقد يلتبس هذا بالمذي، وهو سائل أبيض رقيق لزج يخرج عند الملاعبة أو الرؤية أو التخيل الجنسي بلا شهوة ولا تدفق ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه. وهذا المذي حكمه حكم البول ينقض الوضوء ولا يوجب الغسل، بل ورد عن الرسول الترخيص في رش ما يصيب الثوب بدلًا من غسله. عن سهل بن حنيف قال: كُنْتُ أَلْقَى مِنَ الْـمَذْيِ شِدَّةً وَعَنَاءً، وَكُنْتُ أُكْثِرُ مِنْهُ الِاغْتِسَالَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَرَسُولِ الله فَقَالَ: «إِنَّمَا يَجْزِيكَ مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءُ»، وأنا الآن على وجل دائمًا من صلواتي بالوضوء دون الغسل؛ حيث إني لا أفهم الفرق بين المني والمذي، فما ضابط كونه متدفقًا؟ وكيف يكون هناك تخيلًا جنسيًّا بلا شهوة؟ أظن أن الشهوة لا يخلو منها شيء من الملاعبة أو التخيل أو غيره، وإلا فما معنى الشهوة؟! أرجو حلًّا لمشكلتي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فما يخرج عند التفكير في الشهوة أو المداعبة من سائل أبيض رقيق لا يكون دفقًا، ولا يعقبه فتور- كما قال الشيخ القرضاوي- هو المذي الذي لا يوجب إلا الوضوء، والفرق بينه وبين المني واضح جدًّا، بالإضافة إلى طهارة المني في أرجح قولي العلماء، ونجاسة المذي باتفاقهم، فالمنيُّ هو الماء الدافق الذي يصل به المرء إلى قمة شهوته، ثم يعقبه فتور واسترخاء، وهو الذي يوجب الاغتسال، وما سواه يوجب الوضوء فقط، فلا تَشُقِّي على نفسك يا أمة الله، ونسأل الله لنا ولك التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.