زوجتي- شفاها الله- أصيبت بحرق في يديها وهي الآن في فترة الحيض وتريد أن تغتسل، هل لها عذر أن تُغطِّي هذا الجزء المحروق وتغتسل ولا تجعل المياه تلمسه أم عليها أن تغسل مكان الحرق؟ شكرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يلزمها أن تغسِلَ هذا الجزء المحروق ما دامت تتضرَّر بذلك، والله جل وعلا ما يريد أن يجعل على عباده في الدين من حرجٍ()، بل تُغطِّيه وتمسح فوقَه ويكفيها ذلك؛ لما رواه ابنُ ماجه، عن علي بن أبي طالب قال: انكسرت إحدى زندي، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم؟ فأمرني أن أمسح على الجبائر(2).
وما رواه أبو داود وغيرهما عن جابر قال: خرجنا في سفر فأصابَ رجلًا منا حجرٌ فشجَّه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدِرُ على الماء. فاغتسل فمات، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك فقال: «قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ الله؛ أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَـمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ أَوْ يَعْصِبَ عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ»(3).
ونسأل الله أن يمسح عليها بيمنه الشافية، وأن يجمع لها بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

——————————

(1) قال تعالى:  وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج: 78].
(2) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الطهارة وسننها» باب «المسح على الجبائر» حديث (657).
(3) أخرجه أبو داود في كتاب «الطهارة» باب «في المجروح يتيمم» حديث (336)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وذكره ابن الملقن في «البدر المنير» (2/ 615) وقال: «هذا إسناد كل رجاله ثقات». وحسنه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (531).