أنا فتاة لم أكن ملتزمةً، وبفضل الله أنا على طريق الالتزام وأجاهد نفسي على ذلك، وقد كنت بالماضي أمارس العادة السرية ولم أعرف عن حرمتها، ولما التزمت أقلعت عنها دون أن أعرف أنها محرَّمة، فقط أحسست أن هذا شيءٌ مذموم، وبعد مُدَّة اكتشفت أن أبي كان يُمارسها.
وقد أخبرتني أمي، فحقدت على أبي، لأنه بسببه ربما جازاني ربي ووقعت في هذا الفعل، وأصبحت بصعوبة أَبَرُّه، ولا أعلم هل أقلع عنها أم لا.
وأيضًا بعد مُدَّة خُطبت وكُتب كتابي، وكان خطيبي يأتي إلينا في البيت، وكان أبي وأمي يسمحان بتركنا في غرفة الضيوف والأبواب مفتوحة، فكان يلمسني ويُقبِّلني، حتى إنه كشف عن صدري ومصَّه، وأنا ما تمالكتُ نفسي شهوةً وخوفًا إن رفضتُه، ومنعته أن يظن أني جامدةً.
وقد أدَّى فعلُه هذا معي إلى شعوري بشهوةٍ شديدة، وأحسست بأنه نزل سائلٌ وحصل اضطراب بفرجي وخدر، وبعدها نشوة، ثم انكسرت شهوتي بعد خروج السائل. وأنا أقصد الملاعبة وليس الجماع.
فهل هذا منيٌّ يوجب الغسل؟ أم فقط مذيٌ يوجب فقط الوضوء؟
وماذا أفعل إن تزوجتُ؟ هل كلما لاعبني زوجي إن أحسست بهذا الشعور أغتسل وأنا لا أتمالك نفسي؟ وهل هذا مرض، أم لا؟
وإن اغتسلت كلما لاعبني ستُصبح هناك مشاكلُ وشكٌّ. فهل ما فعلتُه مع خطيبي حرام؟
وما هي حدود الخطبة قبل الدُّخول؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن ممارسة العادة السِّرِّية عملٌ مذموم شرعًا، وأصحابه من العادِين الذين أشار إليهم القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾[المؤمنون: 5- 7].
فكلُّ استفراغٍ للشهوة خارج هذا الإطار معصية بيِّنة، وما فعلتِه عن جهالة أرجو أن يَسَعَكِ فيه عفو الله عز وجل ، وتقصير أبيك في تعريفك بذلك تفريطٌ أسأل الله جلَّ وعلا أن يغفره له.
ولكنه على كلِّ حال لا يُسوِّغ لكِ عقوقَه وجحود واجبه نحوك.
والمخطوبة امرأة أجنبيَّة لا يحلُّ لخاطبها أن يُباشرها ولا أن يُقبِّلها، فضلًا عن أن يَمُصَّ صَدْرَها على النَّحو الوارد في سؤالك، فإن هذا من المُحرَّمات القطعيَّة، ولعله أشدُّ قبحًا من العادة السرية وأعظم ذنبا.
وتخلية أهلِك بينك وبين الخاطب على هذا النَّحو تقصيرٌ فاحش، وقد أدَّى إلى ما رأيت مما لا تُحمد عواقبه.
فاتقي اللهَ في ذلك وأقلعي عنه على الفور، وإن تركك خاطبُك لهذا السبب سيُعوِّضك اللهُ خيرًا منه، فإن مَن ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه(1).
وما أصابك من فتورٍ وانكسار للشهوة عقب نزول سائلٍ منك يوجب الاغتسال؛ لأن هذه هي علامات المنيِّ الذي اتَّفق أهلُ العلم على وجوب الاغتسال بنزوله.
بادري يا أمة الله بالتَّوبة، وأصلحي هذا المسار المُعوَجَّ في علاقتك بخاطبك يُصلِح اللهُ لك شأنك كلَّه بإذن الله. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/78) حديث (20758)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (2/178) حديث (1135)، من حديث يزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من الصحابة بلفظ: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ الله جَلَّ وَعَزَّ إِلَّا أَعْطَاكَ خَيْرًا مِنْهُ»، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/269) وقال: «رواه كله أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح».