أُصلِّي بفضل الله الصلواتِ في المسجد، وفي يومٍ استيقظتُ جُنُبًا فإذا اغتسلتُ فاتتني صلاةُ الجماعة في المسجد. فهل أغتسل وأصلي في البيت وأنا لا أحبُّ ذلك؟ أم أتيمم وأصلِّي في المسجد مثل ما فعل سيِّدنا عمرو بن العاص؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن المشروعَ في حقِّك أن تُبادر إلى الاغتسال ثم تصلِّي على النَّحْو الذي يتيسَّر لك؛ فإنه لا تُقبل صلاةُ مَن أحدث حتى يتطهَّرَ(1).
وفَرْقٌ بين خوف خروج الوقت بالكُلِّيَّة وخوف فوات الجماعة، فخوف فوات الجماعة لا يُسوِّغ الصَّلاةَ بغير طهور، أما خشيةُ خروج الوقت بالكُلِّيَّة فهذا الذي وقع فيه النِّزاع. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_____________________
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الوضوء» باب «لا تقبل صلاة بغير طهور» حديث (135)، ومسلم في كتاب «الطهارة» باب «وجوب الطهارة للصلاة» حديث (225)، من حديث رضي أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ».