أولًا: أريد أن أسأل عن دليل الفدية مع القضاء إذا أخَّر المرء قضاء رمضان بدون عذرٍ حتى دخل عليه رمضان آخر؟ وهل تتكرر الفدية بتكرر الأعوام المتأخرة.
ثانيًا: إذا أخرجت الفدية وهي الإطعام، كيف أعرف من يستحق ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
من أخر قضاء ما فاته من رمضان لغير عذر حتى أدركه رمضان آخر فقد اتفق أهل العلم على تأثيمه بذلك، وعلى وجوب القضاء عليه، إلا أنه اختلفوا في وجوب الإطعام مع القضاء، وجمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة يوجبون الإطعام مع القضاء؛ محتجين على ذلك بما ورد عن بعض الصحابة كأبي هريرة وابن عباس .
وخالف في هذا أبو حنيفة فلم ير وجوب الإطعام مع القضاء، وهو اختيار الإمام البخاري :، وحجتهم على ذلك أن الله لم يذكر في كتابه إلا القضاء فلا نُلزم عباد الله بما لم يُلزمهم الله به إلا بدليل تبرأ به الذمة، وخرجوا ما روي عن ابن عباس وأبي هريرة بأنه مما يمكن أن يحمل على سبيل الاستحباب لا على سبيل الوجوب.
وعلى كل حال يندب دعوة المكلف للعمل بالأحوط خروجًا من الخلاف، فمن جمع بين القضاء والإطعام فقد استبرأ لدينه واجتهد في مرضاة ربه عز وجل.
فإذا قررت الإطعام فإنه يتوجه إلى المساكين، واستعيني على معرفتهم بالمسجد الذي يقع في ناحيتك أو بمن عُرفوا بإغاثة الفقراء والمحاويج في دائرتك، وستجدين من ذلك الكثير. والله تعالى أعلى وأعلم.
تأخير قضاء صيام رمضان بغير عذر
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 05 الصيام