السؤال:
ما حكمُ النَّظَر إلى صورٍ وأفلام خليعة وجنسيَّة في نهار رمضان؟
وما حكمُ الاستمناء بغير قصد في رمضان؟ ما حكمُ الاستمناء بقصد وبعلم أنه ينقض الصوم ولكن عن ضعفٍ وشهوة لا عن كبر وعناد؟
هل من كفارة لتلك الذُّنُوب؟ هل من توبةٍ؟ وهل هناك أملٌ في طهارة القلب بعد هذه الذنوب؟
هل من الممكن أن يغفرَ لي الله ويحبني بعد ما فعلت؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن المعاصيَ تنقص الصوم ولكنها لا تنقضه، فلا يفسد الصوم إلا بما جعلته الشَّريعة من الـمُفطِرات،
كشهوتي البطن والفرج؛ الطعام والشراب والجماع ونحوه. والاستمناء من المفسدات للصوم،
ولكنه يوجب القضاء وليس الكَفَّارة في الصَّحيح من قولي العلماء.
والتَّوْبةُ أبوابُها مفتوحةٌ لا يستطيع أحدٌ من البشر أن يغلِقَها، ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ﴾
[الشورى: 25]، وقال ربُّك في الكفر وهو أكبر من جميع الخطايا: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾
[الأنفال: 38]، وقال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ [طه: 82].
وكم من خطَّائين انقلبوا برحمةِ الله إلى عبادٍ كبار، فلا تَقْنَطْ من رحمة الله عز وجل يا بني ولا تيئس من رَوْحه(1)،
فقط شَمِّر عن ساعد الجِدِّ، وأقبل على ربِّك بقلبٍ منيب، وربُّك واسعُ المغفرة.
ثم ننصحك بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛
فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»(2).
غَفَر اللهُ ذنبك، وطهَّر قلبك، وحصَّن فرجك، ورزقك العفاف والتُّقَى. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) قال تعالى: ﴿قلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]
(2) متفق عليه.
يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الصيام الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي.
كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي