هناك ولدٌ غير بالغ 13 عامًا سُئل: إذا خطبتَ الجمعة ماذا ستقول؟ فقال مبتسمًا: سأتكلَّم عن نفسي. فهل يَصِحُّ أن أصلي معه؟ ما فعله قلَّة أدبٍ!
هل إذا تلفَّظتُ بكلمة خطيرة خطًَّا لا أعنيها، بل قلت: أردتُ بها شيئًا لم أقصده، أي خرج خطًَّا. هل يؤاخذني الله بها، حتى لو قلتها بسبب نسيان أنها محرمة؟
ذات مرَّة وصلتُ مُتأخِّرًا قليلًا لأنني ظننت أنني لم أحضر ذلك اليوم، ثم تغيَّر الوضع وانتهت الضَّرورة فذهبتُ كي أصلِّي الجمعة، فوجدت اثنين قد خطب أحدُهم وصَلَّيَا، فخطبتُ بعده، ولكن لا أدري من الذي حضر، وهل حضر نفس الشَّخص الذي صلَّى وراء الأخ الذي خطب قبلي، لا أدري إذا شككتُ في صِحَّة الخطبة أو صلاة الجمعة هذه ذات مرة. وصلَّى اللهُ وسلَّم على سيِّدنا محمد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فقد «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْـمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ»، ولكن ينبغي تربية الأولاد على تعظيم شعائر الله، وتعويدهم على ذلك منذ نعومة أظفارهم، ولابأس بتأديبهم في حال المخالفة إذا بلغوا مرحلة التَّمييز، وعلى كلِّ حالٍ لا حرج في صلاتك مع من ذكرتَ مع بذل النَّصيحة له.
ومن المُقرَّر في الشَّريعة أن الله جلَّ وعلا قد رفع إثم الخطأ والنِّسْيان عن هذه الأمة، قال تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286]، وقد ثبت أن اللهَ جلَّ وعلا قال: «قد فعلتُ».
ولا أدري ما هذا الوضع الذي تتحدَّث عنه! حيث يُقيم فيه اثنان الجمعة، ثم يأتي اثنان بعدهم فيقيمونها بدورهم، وهكذا! أين تُقيم يا بني؟ وما هذا العبث الذي تتحدَّث عنه؟! الجمعة هي التي تُصلَّى في المسجد الجامع حيث يجتمع لها الـمُسلِمون، وليس كلما حضر اثنان يقيمان جمعةً! فهذا أدخل في باب العبث منه إلى العبادة الصَّحيحة! فانتبه بارك اللهُ فيك، وزادك اللهُ حِرْصًا وتَوْفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.