أمي لا تعرف التعليم، ولا تستطيع حفظ التشهد بالمرة، فهل من الممكن أن تقرأ الفاتحة مكان التشهد؟ وذلك تخفيف عليها؛ حتى تصلى. أرجوا الإفادة والإجابة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن من عجز عن الفاتحة أو شيء من القرآن، فإنه يقول: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله»؛ لما روى أبو داود قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ شيئًا من القرآن، فعلِّمني ما يجزيني، فقال: «قُلْ: سُبْحَانَ الله، وَالْـحَمْدُ لله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله»، قال: هذا لله، فما لي؟ قال: «تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي»(1).
ومثل هذا يمكن أن يقال فيمن عجز عن التشهد، فإنه يأتي بهذا الذِّكر، أو بما يقدر عليه منه، ويجتهد في التعلم.
قال البهوتي في «كشاف القناع»: «وإن أحسَنَ البعضُ من التكبير أو الذِّكر الواجب، بأن لفظ: الله، أو أكبر، أو سبحان، دون الباقي، أتى به؛ لحديث: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»(2). وإنما العلم بالتعلم»(3). والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (4/356) حديث (19161)، وأبو داود في كتاب «الصلاة» باب «ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة» حديث (832)، والحاكم في «مستدركه» (1/367) حديث (880)، وابن خزيمة في «صحيحه» (1/273) حديث (544)، من حديث عبد الله بن أبي أوفى t، وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه»
(2) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب «الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم » حديث (7288)، ومسلم في كتاب «الحج» باب «فرض الحج مرة في العمر» حديث (1337) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(3) «كشاف القناع» (1/331).