كيف أقوم الليلَ وأنام ثماني ساعات لأقوى على العمل كي أطعم أهلي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الصَّلاةَ عامةً كبيرةٌ إلا على الخاشعين(1)، فاستعِنْ على قيام الليل بنوم القيلولة، ثم بالمبادرة إلى النَّوْم الـمُبكِّر عقب صلاة العشاء، فلا نوم قبل العشاء، ولا سَمَر بعدها(2).
ثم يُمكنك في أبسط أحوالك أن تستيقظَ قبل الفجر بنصف ساعةٍ، لاسيَّما مع طول ليل الشتاء، فتصلِّي ما شاء اللهُ لك أن تُصلِّي إلى أن يطلعَ الفجر، فاستَعِنْ بالله ولا تعجز(3). زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــ
(1) قال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: 45].
(2) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الصلاة» باب «النهي عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها» حديث (702)، وأبو داود الطيالسي في «مسنده» (1/202) حديث (1414)، والبيهقي في «الكبرى» (1/451) حديث (1962). من حديث عائشة قالت: ما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل العشاء ولا سمر بعدها. وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (1/88) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».
(3) فقد أخرج مسلم في كتاب «القدر» باب «في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة» حديث (2664) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الْـمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الْـمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بالله وَلَا تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».