كنت أصلِّي مع شخص، فلما رفعتُ من السجود إلى ركعة جديدة وجدتُه قد سبقني في القيام قليلًا، لا أذكر إن سبقتُه قبل أن ألاحظ ما قلته لكم. فهل صلاتي صحيحة؟ وما الدَّليل؟ وماذا أفعل إن سبقت إمامي خطأً؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
مسابقة الإمام في تكبيرة الإحرام أو في التَّسليم مُبطِلة للصَّلاة، أما مسابقته فيما سوى ذلك فهو من المُحرَّمات ولكنها لا تُبطل الصَّلاة.
ومن فعل ذلك خطأ فلا إثم عليه؛ لقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286]. وقد ثبت أن ربَّك جلَّ وعلا قال: «قَدْ فَعَلْتُ».
وفي الباب حديث: «إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَلَا تُكَبِّرُوا حَتَّى يُكَبِّرَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَلَا تَرْكَعُوا حَتَّى يَرْكَعَ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِـمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْـحَمْدُ. وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَلَا تَسْجُدُوا حَتَّى يَسْجُدَ، وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعِينَ»(1).
وفي الحديث المُتَّفق عليه: «أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ يَجْعَلَ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ»(2).
أعاذنا الله وإيَّاك من السوء، ووفَّقنا وإياك إلى الصَّالح من القول والعمل، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «الإمام يصلي من قعود» حديث (603)، وأصله متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأذان» باب «إقامة الصف من تمام الصلاة» حديث (722)، ومسلم في كتاب «الصلاة» باب «ائتمام المأموم بالإمام» حديث (414) كل من حديث أبي هريرة.
(2) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأذان» باب «إثم من رفع رأسه قبل الإمام» حديث (691)، ومسلم في كتاب «الصلاة» باب «تحريم سبق الإمام بركوع أو سجود أو نحوهما» حديث (427) من حديث أبي هريرة.