نص السؤال: ما حكم صحة إمامة شخص ائتم بإمام أكثر من سنتين في السرية والجهرية، ثم اتهمه ببطلان إمامته له وللناس؟ مع العلم أن هذا الأخير (المدعي) قد كلف بالإمامة من طرف لجنة فتوى محلية، وهذه اللجنة قد صلت خلف الإمام المتهم غير مرة، وهو الآخر (الإمام المتهم) قد ائتم بها (أي ببعض أعضائها) مرات عدة قبل التهمة. وهذه اللجنة متكونة من أئمة مكلفين بالنظر في الفتاوى، علمًا أن المدعي قد اتهم الإمام الذي كان يأتم به بفساد الإمامة بحجة اللحن المفسد للصلاة. فما حكم الشخص المتهم ببطلان الإمامة لكونه لحانًا؟ وما حكم صلاة وإمامة هذا الشخص الذي ائتم به أكثر من سنتين ثم اتهم إمامته بالبطلان والفساد؟ ثم ما حكم صلاة وإمامة هؤلاء الأئمة الذين ائتموا به مرات عديدة (اللجنة وأعضاؤها) ثم فصلوه بحجة عدم الأهلية وأبقوا على الإمام المدعي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لم يتبين لنا من خلال صياغة رسالتك أبعاد المشكلة ودقائقها، وربما كان مرد ذلك إلى أسباب تقنية ولكن نورد لك على الجملة بعض القواعد النافعة في هذه النازلة لعل الله أن يجعل لك بها فرجًا ومخرجًا:
من القواعد في الإمامة أنه يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنًّا.
ومن القواعد أيضًا أن اللحن في القراءة الذي لا تصحُّ معه الإمامة هو اللحن الذي يُحيل المعنى، أما الذي لا يحيل المعنى فلا يُبطلها، وإن كان الواجب أن يتقدم إلى الإمامة الأقرأ الذي لا يقع في مثل هذا اللحن، ما دام يمكن فعل ذلك بغير مفسدة راجحة.
ومن القواعد كذلك أن من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره، وقد كان دأب السلف الائتمام ببعضهم على ما يكون بينهم من التفاوت في كثير من الفروع الاجتهادية.
وما يكون بين الناس من تنافس أو تحاسد أو فساد ذات بين، فلا ينبغي أن تمتد آثاره إلى الأعمال الدعوية ومؤسسات العبادة، فإن هذا مؤذن بخرابها وانهيارها، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأفرزوا من بيتكم بعض الصالحين المهيئين للحكم في هذه الخصومة وجمع القلوب على كلمة سواء، ثم ذكِّر هؤلاء المجتمعين أن كسب القلوب أولى من كسب المواقف. والله تعالى أعلى وأعلم.
حول الإمامة
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 02 الصلاة