السؤال: ننصحه ولا ينتصح بل ويردُّ النصح بردٍّ نظن جميعًا أنه من بطرُ الحق، وأحيانًا نسمع منه ما فيه غمط الناس ممن حوله من الجماعة التي ولي أميرًا عليها. والأدهى من ذلك أنه يصرح كثيرًا أنه يفهم أكثر من بعض العلماء، وله تحفظات على هذا العالم ومآخذ على ذاك العالم، ونحن لا ندخر جهدًا أبدًا في إسداء النصح له ولكنه لا ينتصح، بل ويرفض أي رأي مخالف لرأيه سواء سياسيًّا بصفة خاصة، أو دينيًّا، علاوة على اعتراضه على كتب بعض العلماء. جزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فيسوءني ما تذكره إن كان دقيقًا، والرأي عندي أن تأتمروا فيما بينكم بمعروف بشأن هذا الرجل، وأن تستنصحوا في شانه بعض أهل العلم والدين من المخالطين لكم، فإن اتفق رأيُ الجماعة على عدم رُشده، وعلى إصراره على الباطل، وكرهه للنصيحة والناصحين، فيمكن السعيُ في استبدالِه من قِبَل أهل الحَلِّ والعقد في الجماعة، إذا لم تترتب على ذلك مفسدةٌ راجحة.
أما إذا كانت المفاسدُ في ذلك راجحةً فأدوا له حَقَّه، وسلوا الله حَقَّكم، ولا تشايعوه على بغيه أو باطله بقول أو عمل، ولا تترك الجمع والجمعات من اجل فسق الائمة وبدعهم، ففي صحيح البخاري أن عثمان رضي الله عنه لمَّا حُصر : صلَى بالناس شخص ، فسأل سائل عثمان ، فقال : إنك إمام عامة ، وهذا الذي يصلي بالناس إمام فتنة ، فقال : يا بن أخي ، إن الصلاة من أحسن ما يعمل الناس ، فإذا أحسنوا : فأحسن معهم ، وإذا أساءوا : فاجتنب إساءتهم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : (ولو علم المأمومُ أن الإمام مبتدعٌ ، يدعو إلى بدعته ، أو فاسق ظاهر الفسق ، وهو الإمام الراتب الذي لا تمكن الصلاة إلا خلفه ، كإمام الجمعة ، والعيدين ، والإمام في صلاة الحج بعرفة ، ونحو ذلك : فإن المأمومَ يصلي خلفه ، عند عامة السلف والخلف ، وهو مذهب أحمد ، والشافعي ، وأبي حنيفة ، وغيرهم .
ولهذا قالوا في العقائد : ” إنه يصلِّي الجمعة والعيد خلف كل إمام ، بَرّاً كان ، أو فاجراً ” ، وكذلك إذا لم يكن في القرية إلا إمام واحد : فإنها تصلي خلفه الجماعات ؛ فإن الصلاة في جماعة خير من صلاة الرجل وحده ، وإن كان الإمام فاسقاً .
هذا مذهب جماهير العلماء : أحمد بن حنبل ، والشافعي ، وغيرهما ، بل الجماعة واجبة على الأعيان في ظاهر مذهب أحمد ، ومن ترك الجمعة والجماعة خلف الإمام الفاجر : فهو مبتدع عند الإمام أحمد وغيره من أئمة السنة ، كما ذكره في رسالة ” عبدوس ” ، وابن مالك ، والعطار) والله تعالى أعلى وأعلم.
تصرف الجالية مع إمامها صاحب الخلق السيِّئ
تاريخ النشر : 29 سبتمبر, 2025
التصنيفات الموضوعية: 02 الصلاة, 13 مسائل الأقليات المسلمة
فتاوى ذات صلة:
