أنا أعلم أن الصَّلاة في المسجد أفضل، ولكن هل من يصلي بعض الصلوات المفروضة في البيت وليس في المسجد يكتسب إثمًا؟ وهل إذا تمَّ تأخيرُ صلاة العشاء وتأديتها في جماعة بالبيت جائز؟ وهل يجب تأدية صلاة العشاء قبل الساعة الثانية عشرة ليلًا وإلا تكون قضاء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ أن تركع مع الراكعين ما دمت تسمع النداء، واعلم أن صلاةَ الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة(1).
وقد اختلف أهل العِلْمِ في حكم الصَّلاة في المسجد ما بين قائل بوجوبها وقائل بسنيتها، فمن قال بوجوبها ألزم الإثم القاعدين عنها، ولا يشفع لك أن تؤدِّيها في البيت جماعةً ما دمت تسمع النداء، فقد همَّ نبيُّك ﷺ أن يُحرِّق على قوم يتأخَّرون عن صلاة الجماعة بيوتَهم(2).
أمَّا آخر وقت صلاة العشاء فقد اختلف فيه: هل هو إلى منتصف الليل أم يمتدُّ إلى الفجر؟ والاحتياط ألا تُؤخِّرها عن منتصف الليل؛ لقوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ [الإسراء: 78].
زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_____________
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «الأذان» باب «فضل صلاة الجماعة» حديث (645)، ومسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «فضل صلاة الجماعة» حديث (650) من حديث ابن عمر.
(2) فقد أخرج مسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف» حديث (651) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْـمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ».