أنا فتى سأُتم ستة عشر عامًا بعد ثلاثة شهور، وكنت من قبل لا أُصلِّي في الجامع لاعتقادي أنه يجوز الصَّلاة في البيت ولو بدون عذرٍ، أمَّا الآن والحمدُ لله عرفتُ وجوب الصَّلاة في الجامع.
أمَّا مشكلتي الآن أن والدتي ترفض أن أُصلِّي في المسجد بسبب انتشار إنفلونزا الخنازير، مع العِلْمِ بأن المرض في بلدنا مصر وخاصة الجيزة لم يصل المرض بها إلى هذه الدرجة، وللعلم أنني أذهب إلى تجمُّعات أخرى مثل الدروس وغيرها والمواصلات ولكن أمي ترفض صلاتي في المسجد، ولقد دخلت معها في مناقشات عديدة وأحيانًا قهرًا عني أرفع صوتي وأقول لها: سأذهب للصَّلاة من ورائها. فتقول لي: هل سيقبل اللهُ الصَّلاةَ منك وأنت ترفع صوتك وتذهب من ورائي. فأرجوك قل لي ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فبارك الله يا بني في تديُّنك وزادك حرصًا وتوفيقًا، ونصيحتي لك أن تصبر على أمِّك، وألا ترفع صوتك عليها ثانيةً، فإن هذا لا يحلُّ لك؛ فقد قال ربُّك جل علا: ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرً﴾ا[الإسراء: 23- 24].
فترفَّق بها يا بني وتلطَّف في إقناعها بما تُريد، ثم انظر من ذا الذي تُحبه أمك من المشايخ والعلماء وتظنُّ أنها تستمع إلى نصحه وتوجيهه فتوسَّل به إليها من أجل أن يقنعها بموقفك ويزيل قلقها وتخوُّفها.
زادك الله يا بني حرصًا وتوفيقًا، وأكثر من أمثالك، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.