أعمل في عيادة، ويأتي وقت الصَّلاة فأصلي أمام الرجال؛ لأن العيادة صغيرة ولا يوجد مكان منعزل. فهل أصلي المغرب أم أجمعه مع العشاء في البيت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد جعل الله الصَّلاة على المؤمنين كتابًا موقوتًا، قال الله تعالى:﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
وجعل القيام ركنًا من أركانها، فقال تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238].
وقال صلى الله عليه وسلم : «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ»(1).
وأفضل الصَّلاة للمرأة صلاتها في بيتها(2)، بل صلاتها في أعمق مكان منه، فإن كان لا يمكنها إدراك الصَّلاة في بيتها فإنها تختار أستر مكان في محل عملها، وتصلي صلاتها، ملتزمة بحجابها، ساترة لجميع بدنها، ولا يجوز لها أن تؤخر الصَّلاة حتى يخرج وقتها، كما يجب عليها أن تصلي قائمة وتركع وتسجد، ولا يجوز لها الصَّلاة وهي جالسة؛ لأن القيام ركنٌ من أركان الصَّلاة لا يجوز تركه إلا عند العجز عنه، وكذلك ليس لها أن تجمع بين الصلاتين بسبب رؤية الرجال لها، وإنما تصلي كل صلاة في وقتها. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «إذا لم يطق قاعدًا صلى على جنب» حديث (1117) من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه .
(2) فقد أخرج أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «التشديد في خروج النساء إلى المسجد» حديث (570) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صَلَاةُ الْـمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا، وَصَلَاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا»، وذكره الألباني في «صحيح سنن أبي داود» حديث (570).