هل يجوز بناء مسجد على أرض مستأجرة لمائة عام؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن هذا خلاف الأصل، فإن الأصلَ أن أرض المسجد وقف على المسجد، خرج عنها أصحابها، وجعلوها وقفًا لله تعالى، فلا تُباع ولا توهب ولا تورث، ولكن إذا كان هذا هو المتاح ولم نتمكن من الحصول على أرضٍ مناسبة نجعلها وقفًا خالصًا للمسجد فلا حرج في هذه الصُّورة استثناءً من الأصل؛ فإن الميسور لا يسقط بالمعسور، ولا يُكلِّف الله نفسًا إلا وُسعها(1). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــ
(1) قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].