هل يجوز أن يُصلِّي الرَّجُل إمامًا بزوجته في قيام الليل كل ليلة خلال السنة؟ أم يُعتبر الاستمرارُ على هذا بدعةً؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن المداومةَ على قيام الليل ليست ببدعةٍ، بل نَدَب النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المواظبة عليه وعدم تَرْكه في مثل حديث: «يَا عَبْدَ الله، لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ؛ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ»(1). والخوف أيُّها الموفَّق ليس من المداومة، بل مِن تَرْك المداومة.
وتحقيقًا لمزيد من التحرِّي في الاتِّباع ننصحك بألا تكونَ المداومةُ على هذا القيام الجماعيِّ؛ إذ لا يُعلم ذلك إلا في صلاة التراويح، فلا بأس بين الفَيْنة والفينة أن يُصلِّي كلٌّ منكما على انفرادٍ، وسوف يطرأ عليك من الظُّرُوف في الأعمِّ الأغلب ما يحملك على ذلك، فإن الحياةَ لا تمضي دائمًا على وتيرةٍ واحدة، فقد تعرض أسفارٌ وأشغال. ونسأل اللهَ لنا ولك التَّوفيق والسداد. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــ
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه» حديث (1152)، ومسلم في كتاب «الصيام» باب «النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقًّا» حديث (1159)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .