كنت أستمني من ثلاثِ سنوات، ولم أعلم أنه يجب عليَّ الاغتسالُ، فصلَّيتُ على هذه الحالة، وصُمتُ، فهل يجب عليَّ إعادةُ الصلوات والصوم؟ علمًا بأني حسبتُ كم من الصلوات عليَّ؛ فكانت 4500 صلاةً، والحمد لله أنا تُبتُ مِن الاستمناء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنسأل الله أن يغفر لك ما كان منك من تقصيرٍ في التعلُّم، فإنك يا بني تعيش بين أظهر المسلمين، ووسائلُ التعلُّمِ متاحةٌ، وأهلُ العلم متوافرون، وما كان ينبغي لمثلك أن يُفرِّطَ في تعلُّم ما لا يسعه جهلُه من أمور العبادات، وقد قال نبيك صلى الله عليه وسلم : «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ»(1).
وأما بالنسبة لما فاتك من صلوات بسبب هذه الجهالة فينبغي أن تؤدي هذه الصلوات؛ فإن الله لا يَقبَل صلاةً بغير طُهُورٍ(2)، ويمكنك القيامُ بذلك وجعله بدلًا من السنن الرواتب؛ تيسيرًا منك على نفسِك، وبالمثابرة والمداومةِ ستفرغ منها بإذن الله، وخذ من ذلك عبرةً فيما يستقبل من الزمان؛ فاحرِص يا بني على طلبِ العلمِ الشرعيِّ النافع، وخصوصًا ما لابدَّ لك منه من أساسيات العبادات. ونسأل الله لنا ولك الهدى والتقى. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم (223).
(2) أخرجه مسلم في كتاب «الطهارة» باب «وجوب الطهارة للصلاة» حديث (224) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ».