بني مسجد قريبًا من بيتنا على أرض لا يُعرف من هو صاحبها من قِبَل بعض الناس، فما حكم الصلاة في هذا المسجد؟ هل هي صحيحة أم لا؟ خصوصًا أن بعض الناس قالوا: لا يجوز الصلاة فيه باعتبار أنها أرضًا مغصوبة. وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الصلاة في هذا المسجد صحيحة، ويبقى أن جماعة المصلين متضامنين على تعويضِ صاحب الأرض إن ظهَر في أي وقت من الأوقات.
والصلاة في الأرض المغصوبة التي تحقَّق غصبُها صلاةٌ صحيحة مع الإثم عند جماهير أهل العلم(1)، وينبغي التحقُّق مستقبلًا من وضع الأرض التي سيُقام عليها المسجد، قبل الشرُّوع الفعليِّ في البناء، فإن ما عند الله لا يُنال بمعصيته، ويبنى الأمر في مثل ذلك على غلبة الظن. والله تعالى أعلى وأعلم.
_____________________
(1) ## جاء في «حاشية ابن عابدين» (2/ 456) من كتب الحنفية «الصلاة في الأرض المغصوبة تقع فرضا وإنما الحرام شغل المكان المغصوب لا من حيث كون الفعل صلاة؛ لأن الفرض لا يمكن اتصافه بالحرمة ».
جاء في «البحر الرائق» (1/238 ) من كتب الحنفية « فلو سترها بثوب حرير وصلى صحت وأثم كالصلاة في الأرض المغصوبة».
وجاء في «شرح مختصر خليل» (1/ 224) من كتب المالكية «النهي عن الصلاة في الأوقات المذكورة لا لذات الوقت ولا لمعنى في ذات العبادة يمنع من انعقاده بل لمعنى خارج عن الذات فلا يمنع الانعقاد كالصلاة في الأرض المغصوبة».
وجاء في «المجموع شرح المهذب» (3/164 ) من كتب الشافعية«الصلاة في الارض المغصوبة حرام بالاجماع وصحيحة عن دنا وعند الجمهور من الفقهاء».
وجاء في «منار السبيل» (1/ 77) من كتب الحنابلة «ولا تصح الصلاة في الأرض المغصوبة] لحرمة لبثه فيها. وعنه: بلى مع التحريم. اختاره الخلال، والفنون وفاقاً. قاله في الفرع. – يعنى وفاقاً للأئمة الثلاثة».