أرجو من فضيلتكم تبيين أيهما أولى، إذا دخلت المسجد ووجدت فُرجة في الصف الأول ومنفردًا في الصف الثاني، هل الأولى إتمامُ الصف الأول أم الوقوف بجوار المنفرد؟وكذلك إذا دخل اثنان المسجد وكان هناك مكان في الصف يسع واحدًا فقط هل يتقدَّم أحدُهما إليه أم يُنشئان صفًّا جديدًا؟ وجزاكم الله عنَّا خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الذي يظهرُ أن من دخل إلى المسجد ووجد فُرجة في الصف ومنفردًا خلفه فأولى له أن يصفَّ بجوار المنفردِ ليُصحح صلاتَه، فإنَّ تَرْكَ فرجة في الصف إساءة، ولكن لا يترتب عليها بُطلان صلاة أحد، فهي أهونُ من الصلاة منفردًا خلف الصف، فقد قال ببطلانها بعضُ أهل العلم كالحنابلة(1)، فظهر بذلك أولويةُ المصافَّة بجوار المنفرد تصحيحًا لصلاته.
أما إذا دخل رجلان إلى المسجد وبالصفِّ فرجة لا تسع إلا لأحدهما، فخيرٌ لهما أن يُنشئا صفًّا جديدًا ثم تترك هذه الفرجة لمن يأتي ويُكملها لاحقًا؛ لما في ذلك من تعاوُنِهما على البر والتقوى، وتجنبًا لأَنْ يُصليَ أحدهما منفردًا خلف الصف، لأن صلاةَ المنفرد خلف الصف إساءة، وقد تبلغ بصاحبها مبلغ بطلان صلاته كما سبق. والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في «المغني» من كتب الحنابلة (2/172-173): «ونص أحمد رحمه الله على هذا في رواية أبي طالب، وجملة ذلك، أن من ركع دون الصف ثم دخل فيه لا يخلو من ثلاثة أحوال: إما أن يصلي ركعة كاملة، فلا تصح صلاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لفرد خلف الصف…………».