أريد سؤالكم عن الصلاة في السيارة بالإيماء، فأنا أخرج إلى العمل قبل دخول وقت الصبح، وعندما أصلي يدخل وقتها، ولا يمكنني الصلاة في مقر العمل نظرًا لنجاسة المكان، فهل يجوز لي الصلاة في سيارتي بالإيماء؟ علمًا بأني أقطن في كندا، والطقس لا يسمح لي بالصلاة في الطريق أو خارج السيارة نظرًا لشدة البرد؟ وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن القيام ركن من أركان الصلاة؛ قال تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، ومن عجز عنه صلى قاعدًا، فمن عجز عن القعود صلى على جنب، ففي حديث عمران بن حصين قول النبي ﷺ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ»(1).
ولكن أرجو أن تتذكر أن من تعظيم أمر الله ألا نستخدم الرخصة بجفاء، فإن وجد بديل كالوقوف على «رست إريا» في الطريق، أو الدخول إلى مول أو أي محل تجاري، وأمكن أن تؤدي فيه الصلاة بلا حرج، فلا يجوز الصلاة بالإيماء في السيارة، أما إذا كان هذا هو الخيار الوحيد المتاح حقًّا فلا حرج في ذلك؛ فإن القدرة شرط في التكليف، وقد قال ﷺ: «وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»(2). والله من وراء القصد. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «إذا لم يطق قاعدًا صلى على جنب» حديث (1117) من حديث عمران بن حصين.
(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب «الاقتداء بسنن رسول الله ﷺ» حديث (7288)، ومسلم في كتاب «الحج» باب «فرض الحج مرة في العمر» حديث (1337) من حديث أبي هريرة.