بارك الله فيك أيها العالم الشيخ صلاح، ونفع بك، سؤالي- حفظك الله:
لو كنتُ أصلي على سبيل المثال صلاة المغرب مع الإمام، وأتممت معه ركعةً، وتبقى لي ركعتين، فهل الركعة الثانية أجهر بها بصوت خفيف أم ماذا؛ لأن صلاة المغرب جهرية في ركعتين وسرية في الثالثة؟
وسؤال آخر: أثناء قيامي للركعة الثانية بعد الانتهاء من الجماعة وسلَّم الإمام، قمتُ لإكمال الصلاة، هل يجوز إن دخل أحدٌ للمسجد وأراد أن يصلي، هل يجوز أن يصلي معي؟ بارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإذا أدركت ركعةً مع الإمام من صلاة المغرب فإنك تُتمُّ بعد تسليم إمامك.
ومقتضى الإتمام أن تكون الركعة التي أدركتها هي الركعة الأولى، ثم تبنِي عليها، فتأتي بالثانية جهريَّةً بفاتحة الكتاب مع سورة، ثم تجلسُ للتشهُّد، ثم تأتي بالثالثة بالفاتحة وحدَها سرية؛ وذلك لحديث: «فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»(1)، وهذه الرواية أرجح من رواية: «وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا»(2).
وإذا كنتَ مسبوقًا فقمتَ لإتمام صلاتك فلا حرج أن يأتَمَّ بك أحدٌ من الناس بعد ذلك لعدم المانع؛ لأنه لم يعُد مأمومًا في هذه الحالة. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الأذان» باب «قول الرجل: فاتتنا الصلاة» حديث (635)، ومسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة» حديث (603)، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.
(2) أخرجه النسائي في كتاب «الإمامة» باب «السعي إلى الصلاة» حديث (861) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.