نحن مجموعةٌ من الأخوات المسلمات في دولة أجنبيَّة نجتمع في حلقةٍ دينية ولدينا بعضُ النشاطات، قرَّرَتْ إحدانا عملَ مسابقةٍ في القرآن لمسلمات الجالية، وكانت النية للجالية وليست لأخوات الحلقة فقط. وعلى هذا الأساس كنا نحتاج مبلغًا من المال لنُقدِّم منه الهدايا، فقامت أخوات الحلقة بالمساعدة بأموالهن وأوقاتهن لشراء كمية من البيتزا والمشروبات وبيعها بسعر الضعف تقريبًا لمسلمي الجالية بعد صلاة الجمعة، وقد كان عدد قليل من الـمُشترين يسأل لماذا هذا البيع؟ وكانت الإجابة أنها في صالح مسابقة القُرْآن لمسلمات الجالية. وبعد زمنٍ لم نتمكَّن من عملِ مسابقةٍ بهذا الحجم الكبير، ولكننا قمنا بعدةِ مسابقاتٍ داخل الحلقة، أي أن كلَّ الـمُشارِكات كُنَّ من حلقتنا.
السُّؤال هو: هل يجوز لنا صرفُ هذا المبلغ الذي نتج عن البيع في مسابقات داخلية في الحلقة، أم أن هذه أمانةٌ يجب وَضْعُها في محلِّها الذي جُمعت من أجله؟ وهل بإمكاننا الاقتصارُ على أناسٍ مُعيَّنين في المسابقة أي أن نُشرك مجموعةً أو مجموعتين من الحلقات النسائية معنا فتكون مسابقةً مغلقة على عدة حلقات بدلًا من أن تكونَ مفتوحةً لجميع الجالية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ فيما جُمع من مالٍ لغرضٍ ما أن يُصرفَ فيما خُصِّص من أجله وفيما اتَّجهَتْ هِمَمُ المتبرِّعين والداعمين لتحقيقه، ولا أظنُّ أن حلقتَكم هي المعنية بهذا؛ لأن الغالبَ أن المتبرعين يُريدون تأليفَ قلوب الناشئة والعامَّة على القُرْآن الكريم حفظًا وتلاوةً وتجويدًا، ولا يتَّجه سعيُهم إلى الصفوة من الـمُتديِّنين، وأحسب أن حلقتكم تتكوَّن في الأعم الأغلب ممن تمَّ بحمد الله تألُّف قلوبِهم على ذلك، وأن المنتسبين إليها من اللاتي يَسْعَيْنَ مع الساعين لتألُّف قلوب الآخرين.
فأرى أن تجتهدوا في توجيه هذا المال إلى ما خُصِّص من أجله، أي المسابقة القُرْآنية العامَّة المفتوحة، فإن لم يتيسَّر ذلك فيُمكن تسليمُ المال إلى المسئول عن المسجد والنشاط الإسلاميِّ بصفةٍ عامة مع شرحٍ وافٍ للوضع، ونقلُ هذه الأمانة إليه يتولَّى هو تصريفَها إلى حيث قَصَد أصحابُها. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.