أنا راسم عبد المجيد، المدير العام لمؤسَّسة عرفان كندا (IRFAN Canada)، مُختصَرٌ من الاسم (International Relief Fund for the Afflicted & needy Canada)، وهي مؤسَّسة مُسجَّلة لدى الحكومة الكنديَّة.
تقوم المؤسَّسة ببرامج ومشاريع خَيْريَّة في مناطق مختلفة من العالم منها فلسطين، ومن هذه المشاريع مشروع الأضاحي، حيث تقدم لحوم الأضاحي إلى عددٍ من المحتاجين في تسع دول من العالم، ونقوم بتحري الأسعار في تلك المناطق ونعمل بها، فنطلب من المسلمين دفع مبلغ، والمؤسَّسة تتكفَّل بذبح الخِراف بعدد المتبرِّعين، سواءٌ كانت خرافًا أو عددًا من الأبقار كل واحدةٍ تُقسَّم على سبعة حصص وتتكفل المؤسَّسة بتحمُّل باقي التكلفة.
ما رأيكم حفظكم الله؟ لقد تمَّ طَرْحُ هذا السُّؤال من قِبَل الشَّيخ سفيان عمر ونودُّ الحصول على الفتوى كتابةً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فتقبَّل اللهُ منا ومنكم صالح الأعمال، وتعلمون أن الأضحيةَ عن النفس وعن الغير مشروعةٌ، فقد ضحَّى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن نفسِه كما ضحَّى عمن لم يُضحِّ من أمته، ففي حديث عائشة ل: أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يُضحِّي اشترى كبشين عظيمين سمينين أملحين أقرنين موجوءين، فذَبَح أحدَهما عن أُمَّته ممن شهد له بالتوحيد وشهد له بالبلاغ، والآخر عن محمدٍ صلى الله عليه وسلم وآل محمد(1).
وليس في الحديث أنه خصَّ بها الأحياءَ دون الأموات، بل هو مُطلَقٌ يدلُّ بمفهومه على جواز التضحية عن الغير من الأحياء أو الأموات.
وكما تجوز التضحيةُ عن الغير بالكُلِّيَّة تجوز بالجزئية، وكلُّ ذلك تشمله عمومُ أدلة التعاون على البرِّ والتقوى، ولكن المطلوب في هذا المقام أن يعلن عن تكلفة الأضحية، وأن المؤسَّسةَ مُستعِدَّةٌ لمساعدة من يُريدون الأضحية ويعجزون عن قيمتها بمشاركةٍ جزئية من جانبها قيمتها كذا، فقد يكون من هؤلاء المُضحِّين من يقدرون على ثمن الأضحية وتطيب نفوسُهم ببذلها ليستقلُّوا بثوابها، ولا يُريدون مشاركةً مِن أحد، وهؤلاء نسبةٌ لا يُستهان بها. فأرجو إعلانَ ذلك على الملأ حتى يكون المُضحِّي على بصيرةٍ من أمره. بارك الله فيكم ونفع الله بكم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الأضاحي» باب «استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل والتسمية والتكبير» حديث (1967): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرنَ يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد، فأتي به ليضحي به فقال لها: «يَا عَائِشَةُ هَلُمِّي الْـمُدْيَةَ». ثم قال: «اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ». ففعلت، ثم أخذها وأخذ الكبشَ فأضجعه ثم ذبحه ثم قال: «بِاسْمِ الله؛ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ».