رجل تزوج بالمحكمة الأمريكية بدون حضور شهود مسلمين، وأعطى مهرًا لزوجته، ولكنه أعاد العقد عليها بطريقة شرعية بحضور الولي وشهود عدول. فهل عليه الآن إعطاؤها مهرًا جديدًا؟ وما حكم المهر المدفوع في النكاح الفاسد؟ وكيف نعرف مهر المثل في أمريكا؟ خاصة إذا كانت المرأة كتابية؛ لأنه لا يدفع مهرًا لمثيلاتها من النساء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن مردَّ المهر إلى التراضي، وما ترضى به الزوجة أو وليها من كل مُتقوِّم مُباحٍ يصلح أن يكون مهرًا، قلَّ أم كَثُر.
أما مهر المثل فيُلجأ إليه عند الخصومات والمنازعات. فليبذل لزوجته ما تطيب به نفسها، ولا يظهَرُ من عرض النازلة أن هناك تنازعًا على المهر، بل هناك سعي لتصحيح العقد والاحتياط في ذلك، وهو سعي مشكور.
أما حول معيار تحديد مهر المثل فإنه يُصار في تحديد ذلك إلى مثيلات المرأة من أرحامها أو من عصباتها، فإن لم تكن عادة القوم بذل المهور فإنه يُنظر إلى جانب الرجل ومثيلات زوجته من نساء قومه وعشيرته. والله تعالى أعلى وأعلم.