فإنني أريد أن أسأل عن العمل في مجال التنظيف، كتنظيف السجاد وغيره في الشركات والبيوت والمحلات في أمريكا، هل هذا حلال أم حرام؟
إذا علمنا أن هناك شركات ومحلات يتم تنظيفها، وهي شركات مجال عملها حرام جزئيًّا أو كليًّا، وأنا أتكلم عن شخص يشتغل في شركة تنظيف، وعمله يفرض عليه أن يشتغل في أي مكان، طلبت منه شركته أن يشتغل فيه ولا يستطيع أن يرفض العمل.
فهل تنظيف الشركات أو المحلات التي مجال عملها محرم أو بعضُه محرم والبعض الآخر جائز يُعَدُّ من التعاون على الإثم والعدوان؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصل في هذا العمل أنه من جنسِ الأعمال المشروعة في الجُملة، ولكن إذا عرض عليك أن تنظف كازينو للقمار أو مرقصًا ليليًّا فالمشروع في حقك هو الامتناع عن ذلك؛ فرارًا من الإعانة على الإثم والعدوان، وقد قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2].
فإن كنت لا تقدر على رفض هذه الأعمال، وكان رفضك لها يعرضك لمشكلات قانونية، وكانت هذه الأعمال من القلَّةِ والنُّدرة، بحيث تمثل استثناء في هذا المشروع، فأرجو أن تكون لك رخصة في ذلك، على أن تتخلص من دخل هذا العمل المحرم بتوجيهه إلى المصارف العامة. والله تعالى أعلى وأعلم.