السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف حالك شيخنا الجليل؟ أرجو أن تعطيني بعض الوقت لآخُذَ رأيك في هذه المسألة، ف
أنا شابٌّ أتيت إلى أمريكا في 2009 بغرض الدراسة، وكنت لا أنوي الاستقرار هنا، ولكن بعد سنين من الدراسة وصلت لمرحلة لا أستطيع فيها المتابعة بسبب التكاليف المالية العالية، فاقترح علَيَّ أحد أصدقائي أن أتزوج من فتاة هو يعرفها بغرض الحصول على الأوراق، مع العلم أنها تعيش في ولاية أخرى، وهي نفس الولاية التي يعيش فيها صديقي، كنت مترددًا وغير مهتم كثيرًا، ولكني ذهبت إلى هناك وتزوجتها على اتفاق مادي بيننا، وكان صديقي يُدير الأمور جميعها، فأنا عدت إلى ولايتي وانشغلت بالعمل والدارسة ولم أُعِرِ الموضوع أي اهتمام زائد إلا عندما يكلمني صديقي ويضغط عليَّ.
وفي عام 2013 أي بعد سنتين من الزواج وصلت إلى مرحلة حرجة من ناحية المعيشة والدراسة؛ بحيث إن الجامعة التي أنتسب لها حولت ملفي إلى الهجرة وأمهلتني 5 أشهر لأصوب أوضاعي؛ لأني كنت متزوجًا من أمريكية، وقد بدأت إجراءات تحويل الحالة من طالب إلى مقيم، في ذلك الوقت بدأت الإجراءات، والآن أنا بانتظار موعد المقابلة؛ حيث تم إرسال تصريح العمل لي ومعظم الأوراق الأخرى، ولقد قرأت فتواكم الأخيرة على صفحتكم التي تتكلم عن نفس الموضوع، ولكن أنا لم أرَ الفتاة إلا أربع أو خمس مرات في هذه السنين، وليس هناك أي علاقة بيني وبينها لا من قريب ولا من بعيد، مع العلم أنني حاولت مرات عديدة أن أتقدم لفتيات هنا، ولكن عندما نصل لموضوع الأوراق فإنه يتم الرفض بسبب أمور أظن أن الجميع يعرفها، هذه مسألتي وأنتظر جوابكم حفظكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد علمْتَ يا بني حكم الزواج الصوري، وأنه لا تُستباح به الفروج المحرمة، ولا يصلح في باب العقود والعهود، وما دمت على الحالة التي وصفت من الحرج القانوني، وقد أقدمت عليه بالفعل، وقد أصبحت على مشارف النهاية في استكمال إجراءاتك الرسمية، فإما أن تصلح الوضع بالزواج الحقيقي من هذه الفتاة، إن ناسبتك وكانت أهلًا لذلك، أو أن تنتظر بعيدًا عن المساس بها أو مخالطتها حتى يبلغ الكتاب أجله، وينتهي هذا الملف، وهذا فيما يظهر هو أقل المفسدتين في موقفك هذا، وقد يغتفر في الدوام ما لا يغتفر في الابتداء. والله تعالى أعلى وأعلم.