لعبة البريدج هي لعبةُ ورقٍ كلاسيكيَّة، عن طريق أربعةِ أشخاصٍ، كلُّ زوجٍ ضدُّ الآخر باثنتين وخمسين بطاقةَ لعبٍ، تُسمَّى لعبة الأذكياء والصفوة، تعتمد على التفاهم والتواصل بين الأزواج، هي رياضة ذهنيَّة لها اتِّحاد مصريٌّ ودولي، تعتمد على الذكاء والتخطيط والحسابات الرياضية ودور الحظِّ فيها ضئيلٌ جدًّا، رياضة لها مسابقات محليَّة يكون لها اشتراك لدخولها ولها جوائز مادية وعينية، وتكون الجوائز مدعومةً من الجهة المنظمة للبطولة، ويوجد بطولات قارية وعالمية باسم مصر مثل أي لعبة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن هذه اللعبةَ إن كانت قمارًا فهي مُحرَّمة بلا نزاع؛ لقوله ﷺ: «لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ»(1)، والسَّبَق بالفتح: هو العوض الذي يناله الطَّرف الغالب، فقَصَر المشروعيَّةَ على المناضلة بالسهام أو المسابقة بين الخيل والإبل؛ لأن كلَّ ذلك مما يُعين على الجهاد ويُعتبر من توابعه، والقمار هو الذي لا يخلو أطرافه من غُرمٍ أو غُنم، وغُنم أحدهما هو غرم الطَّرف الآخر.
أما إذا لم تكن قمارًا فهذا موضع النَّظَر، فإن كانت كما تذكر مُجرَّد رياضةٍ ذهنية ودور الحظِّ فيها ضئيلٌ جدًّا، ولم تَصُدَّ عن ذِكْر الله أو عن الصَّلاة، ولم يستكثر منها صاحبها، ولم تستغرق عليه لُبَّه ويستنزف فيها وقته- فأرجو ألا حرج في هذا القليل إن شاء الله. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1)  أخرجه أحمد في «مسنده» (2/474) حديث (10142)، أبو داود في كتاب «الجهاد» باب «في السبق» حديث (2574)، والترمذي في كتاب «الجهاد» باب «ما جاء في الرهان والسبق» حديث (1700)، والنسائي في كتاب «الخيل» باب «السبق» حديث (3585)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وقال الترمذي: «حديث حسن»، وصححه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (1506).