أنا طالبة بكلية الطب وبحكم الاختلاط في كلياتنا أجد نفسي مضطرة لأكشف عن يدي في غرفة العمليات لغسل اليدين إلى المرفقين أمام الجراحين والممرضين الرجال فهل علي إثمٌ؟ حتى إني أفكر في التخصص في الجراحة لكنني أتردد لهذا السبب لأني سأكون كاشفة لعورتي دومًا فما حكمُ شرع ربي؟ شكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الأصل هو ستر العورات، وقد قال تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31]وفسرت على أوسع التفسيرات بأنها الوجه والكفان، وما زاد على ذلك لا يحل كشفه إلا عند الضرورات، والضرورات تقدر بقدرها، ففي مرحلة التعليم لابد من حضور هذه العمليات لضرورة التعليم ولضرورة الحصول على إجازة في الطب، فلا حرج في ذلك بعد الاجتهاد واستفراغ الوسع في تجنب حصول ذلك أمام الأجانب من الجراحين أو الممرضين.
أما التخصص الدائم في ذلك في المستقبل فهذا موضع النظر، ولكن الذي يظهر أن وضع الطبيب المعالج يختلف عن وضع الطالب المتعلم، فبينما الطالب مغلوب على أمره في أغلب الأحوال فإن الطبيب يستطيع أن يشترط لنفسه ما شاء، وقدرته على مباشرة ما يتدين به أوسع بكثير من مكنة الطالب، فنرجو ألا تتعرضي في المستقبل لمثل ما تتعرضين له الآن. ونسأل الله التوفيق للجميع، والله تعالى أعلى وأعلم.