السۜلاٰمۘ عليۧڪمۘ ورحۡمۘة الله۟ وبرڪاته۟
تحية من الله طيبة مباركة
سيدنا حفظكم الله
هنـاك مسـألـة مثــارة الآن بســبب إجـراءات التحـرك المقـنن و الحظـر الليـلى للتغلـب على فيـروس كـورونا و مع دخــول الصيـف وتغيـر الـوقت و دخـول شهـر رمضـان المبــارك بلغنـا الله و إيـاكم إياه ستكون صلاة العشاء في وقت متأخر يصعب أو يستحيل معه أداء التراويح ومما تعلمناه من فضيلتكم أهل العلم الجمع بين العشاءين تقديم جائز وهذه الضرورة والنازلة اليوم بعد الجمع تقديم، هل يجوز لنا صلاة التراويح بعد العشاء جمع تقديم للحفاظ على هذه السنة الخاصة في هذا الشهر ولكسب الوقت وهذا كله في المساجد مع العلم السنة الماضية كانت المساجد مغلقة فلم تقام فيه
بارك الله فيكم
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعــد:
❐فإن السنة في صلاة التراويح أن تكون بعد صلاة العشاء، فإذا توفر المقتضى الشرعي للجمع جاز أن تكون التراويح بعد العشاء مباشرة، ولكن لا يجمع جمع تقديم خصيصًا من أجل إدراك صلاة التراويح أو تيسير أدائها.
❐ ومسألة الجمع بين الصلاتين تنوعت فيها مذاهب العلماء* بين مشدد مضيق كالحنفية، وبين متوسع كالحنابلة، وقد اتفق جماهير العلماء من الفقهاء والمحدثين من المالكية والشافعية والحنابلة على جواز الجمع لعذر، مع اختلافهم في تحديد العذر.
ومما نص عليه جمع من الفقهاء الجمع بسبب الخوف، وهو قول المالكية والحنابلة وبعض الشافعية ودليلهم ما رواه مسلم في صحيحه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ” صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعًا بالمدينة في غير خوف ولا سفر.
•قال أبو الزبير فسألت سعيدًا لم فعل ذلك؟ فقال سألت ابن عباس كما سألتني فقال:(أراد ألا يحرج أحدًا من أمته.)
•فأفاد استقرار جواز الجمع لأجل الخوف في عهدهم وإلا لما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما.
•وكذلك في هذا الحديث بيان السبب المبيح للجمع وهو رفع الحرج عند الحاجة إليه كما نص عليه ابن عباس.
وممن أجاز الجمع للحاجة ابن سيرين وابن المنذر على ألا يتخذ عادة واختاره شيخ الإسلام من الحنابلة وقال:” وأوسع المذاهب في الجمع بين الصلاتين مذهب الإمام أحمد فإنه نص على أنه يجوز الجمع و الصلاتين سببًا في تقليل إمكانية انتشار العدوى بين الناس وكذلك إذا كان سببًا في تمكين المصلين من كسب أجر الجماعة لأنه في بعض البلدان يمنع التنقل في الليل، أو يقيد اجتماع الناس بعدد قليل جداً من المصلين فلا حرج حينها من الجمع بين الصلاتين في المسجد.
وكذلك إن كان في البلد حظر تجول وكان الجمع بين الصلاتين يمكن الناس من كسب أجر الجماعة أو في الجمع رفع للحرج عنهم في التنقل، أو كان ترددهم على المسجد فيه خوف عليهم فلهم حينئذ الجمع، وقد صدرت فتوى عن اللجنة الدائمة للإفتاء بمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا بهذا المعنى:
وإن لم تكن ثمة حاجة ظاهرة ومصلحة راجحة إلا تيسير صلاة التراويح فليس ذلك في ذاته مسوغًا شرعيًا للجمع، لأن التراويح سنة، ودخول وقت الصلاة شرط لصحتها وأداؤها قبل وقتها بغير مسوغ يجعلها باطلة، فلمن عجز منهم عن إدراك صلاة التراويح مع الجماعة أن يصليها منفردًا في بيته أو مع أهله.
والذي يظهر في ضوء ما ذكرت من وجود حظر في مونتريال بعد الثامنة أن هناك رخصة في الجمع، لاستمرار الوباء والحظر، وإذا وجدت رخصة الجمع فلا حرج في صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرة.
✍هذا وباللهِ التوفيـق و الله أعـلىٰ وأعلـم