• تداول فيديو بين المجموعات و من النساء من بدأت بتصديقه و اتباعه،  الرجاء افادتي كيف الرد على هذا الفيديو؟
أن المرأة الحائض تصوم لأنه ليس هناك دليل من القرآن، يقول: أن الله قال:{ فمن كان منكم مريضًا أو على سفر .. }ولم يذكر الحائض !!
▪︎افيدونا بارك لله فيكم
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعــد:
❐ فهؤلاء هم الذي سموا أو تسموا بالقرآنيين،وما هم بقرآنيين ، لأن القرآن الكريم أوجب طاعة النبي ﷺ،واتباع سنته في أكثر من مائة آية،قال تعالى:

﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ .
وقال: ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾.
وقال: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾.
وقال: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾
❐لقد افترى هؤلاء الكذب على الله فقالوا إن السُّنَّةَ لَيْسَتْ مَصْدَرًا لِلتَّشْرِيعِ، وَسَمُّوا أَنْفُسَهُمْ بِالْقُرْآنِيِّينَ، وَقَالُوا : إِنَّ أَمَامَنَا الْقُرْآنَ، نُحِل حَلاَلَهُ وَنُحَرِّمُ حَرَامَهُ، وَالسُّنَّةُ ، كَمَا يَزْعُمُونَ قَدْ دُسَّ فِيهَا أَحَادِيثُ مَكْذُوبَةٌ عَلَى رَسُول اللَّهِ ﷺ فلا يوثق بها ولا تصلح للحجية والمرجعية، وَهَؤُلاَءِ امْتِدَادٌ لمن نَبَّأَنَا عَنْهُمْ رَسُول اللَّهِ ﷺبقوله فيما رواه أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِمُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ الْمِقْدَامِ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
(يُوشِكُ أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُل مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُول : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ ، أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُول اللَّهِ مِثْل مَا حَرَّمَ اللَّهُ ).
❐وَهَؤُلاَءِ لَيْسُوا بِقُرْآنِيِّينَ ؛ لأِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ أَوْجَبَ طَاعَةَ الرَّسُولﷺ فِيمَا يَقْرُبُ مِنْ مِائَةِ آيَةٍ، وَاعْتَبَرَ طَاعَةَ الرَّسُولﷺمِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَل. بَل إِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ الَّذِي يَدَّعُونَ التَّمَسُّكَ بِهِ:نَفَى الإْيمَانَ عَمَّنْ رَفَضَ طَاعَةَ الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمْ يَقْبَل حُكْمَهُ:(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )،وَقَوْلُهُمْ : إِنَّ السُّنَّةَ قَدْ دُسَّتْ فِيهَا أَحَادِيثُ مَوْضُوعَةٌ : مَرْدُودٌ بِأَنَّ عُلَمَاءَ هَذِهِ الأْمَّةِ عُنُوا أَشَدَّ الْعِنَايَةِ بِتَنْقِيَةِ السُّنَّةِ مِنْ كُل دَخِيلٍ ،
وقد جاء شخص إلى عبد الله بن المبارك (181هـ) فزعًا متخوِّفًا من كثرة الكذَّابين والوضَّاعين الذين كذَبوا على رسول الله ﷺ، وقال له: هذه الأحاديث المصنوعة!
فكان الجواب من الإمام بكل ثقة واطمئنان إلى جهود المحدِّثين فقال: “يعيش لها الجهابذة“.
وقد أورد ابن أبي حاتم هذا السؤال:
بماذا تُعرَف الآثار الصحيحة والسقيمة؟”.
ثم أجاب واثقا مطمئنًا: “بنقدِ العلماء الجهابذةِ الذين خصَّهم الله عز وجل بهذه الفضيلة، ورزقهم هذه المعرفةَ، في كل دهر وزمانٍ”.
❐وَقَدْ شَهِدَ أَعْدَاءُ هَذِهِ الأْمَّةِ بِأَنَّهُ لَيْسَتْ هُنَاكَ أُمَّةٌ عُنِيَتْ بِالسَّنَدِ ، وَبِتَنْقِيحِ الأْخْبَارِ ، وَلاَ سِيَّمَا الْمَرْوِيَّةَ عَنْ رَسُول اللَّهِ ﷺكَهَذِهِ الأْمَّةِ .وَيَكْفِي لِوُجُوبِ الْعَمَل بِالْحَدِيثِ غَلَبَةُ الظَّنِّ بِأَنَّهُ صَادِرٌ عَنْ رَسُولﷺ ، فَقَدْ كَانَ ﷺيَكْتَفِي بِإِبْلاَغِ دَعْوَتِهِ بِإِرْسَال وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، مِمَّا يَدُل عَلَى أَنَّ خَبَرَ الْوَاحِدِ إِذَا غَلَبَ عَلَى الظَّنِّ صِدْقُهُ : يَجِبُ الْعَمَل بِهِ .
❐ ثُمَّ نَسْأَل هَؤُلاَءِ : أَيْنَ هِيَ الآْيَاتُ الَّتِي تَدُل عَلَى كَيْفِيَّةِ الصَّلاَةِ ، وَعَلَى أَنَّ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةَ خَمْسٌ ، وَعَلَى أَنْصِبَةِ الزَّكَاةِ ، وَعَلَى أَعْمَال الْحَجِّ ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الأْحْكَامِ الَّتِي لاَ يُمْكِنُ مَعْرِفَتُهَا إِلاَّ مِنْ السُّنَّةِ؟ ”
قال الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله : اعلموا رحمكم الله أَن من أنكر كَون حَدِيث النَّبِيﷺ، قولا كَانَ أَو فعلا ، بِشَرْطِهِ الْمَعْرُوف فِي الْأُصُول = حجَّة : كفر وَخرج عَن دَائِرَة الْإِسْلَام وَحشر مَعَ الْيَهُود وَالنَّصَارَى ، أَو مَعَ من شَاءَ الله من فرق الْكَفَرَة وروى الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ يَوْمًا حَدِيثا وَقَالَ إِنَّه صَحِيح .فَقَالَ لَهُ قَائِل : أَتَقول بِهِ يَا أَبَا عبد الله ؟ فاضطرب وَقَالَ : ” يَا هَذَا أرأيتني نَصْرَانِيّا ؟ أرأيتني خَارِجا من كَنِيسَة ؟ أَرَأَيْت فِي وسطي زناراً ؟ أروي حَدِيثا عَن رَسُول الله ﷺوَلَا أَقُول بِهِ ؟! ” .
وقَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد إحكامه هَذَا الْفَصْل:
وَلَوْلَا ثُبُوت الْحجَّة بِالسنةِ ، لما قَالَ ﷺ فِي خطبَته بعد تَعْلِيم من شهده أَمر دينهم :
( أَلا فليبلغ الشَّاهِد مِنْكُم الْغَائِب ، فَرب مبلّغ أوعى من سامع ) ، ثمَّ أورد حَدِيث : ( نضر الله امْرَءًا سمع منا حَدِيثا فأداه كَمَا سَمعه ، فَرب مبلغ أوعى من سامع ) ، وَهَذَا الحَدِيث متواتر .
قَالَ الشَّافِعِي : فَلَمَّا ندب رَسُول الله ﷺ إِلَى اسْتِمَاع مقَالَته وحفظها وأدائها ، دلّ على أَنه لَا يَأْمر أن يؤدَّى عَنهُ إلاَّ مَا تقوم بِهِ الْحجَّة على من أدَّى إِلَيْهِ ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يؤدَّى عَنهُ حَلَال يُؤْتى، وَحرَام يجْتَنب ، وحدّ يُقَام ، وَمَال يُؤْخَذ وَيُعْطى ، ونصيحة فِي دين وَدُنْيا
ثمَّ أورد الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أبي رَافع قَالَ:
قَالَ رَسُول الله ﷺ:
(لَا ألفيَنَّ أحدكُم مُتكئا على أريكته يَأْتِيهِ الْأَمر من أَمْرِي مِمَّا أمرت بِهِ أَو نهيت عَنهُ يَقُول:لَا أَدْرِي ، مَا وجدنَا فِي كتاب الله اتَّبعنَا )أخرجه أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم
وَمن حَدِيث الْمِقْدَام بن معدي كرب أَن النَّبِيﷺ حرّم أَشْيَاء يَوْم خَيْبَر ، مِنْهَا الْحمار الأهلي وَغَيره ، ثمَّ قَالَ رَسُول اللهﷺ:
( يُوشك أَن يقْعد الرجل على أريكته يحدث بحديثي فَيَقُول بيني وَبَيْنكُم كتاب الله فَمَا وجدنَا فِيهِ حَلَالا استحللناه ، وَمَا وجدنَا فِيهِ حَرَامًا حرمناه ، أَلا وَإِن مَا حرَّم رَسُول اللهﷺمثل مَا حرَّم الله ) .
قَالَ الْبَيْهَقِيّ : وَهَذَا خبر من رَسُولهﷺ عَمَّا يكون بعده من رد المبتدعة حديثَه ، فَوجدَ تَصْدِيقه فِيمَا بعده ” انتهى ، مختصرا من ” مفتاح الجنة ” (ص/5-9) .
❐ أما بخصوص القضية المسئول عنها وهي عدم جواز صوم الحائض وبطلانه فهو مما أجمع عليه المسلمون جيلًا بعد جيل، ومضى عليه سلفهم وخلفهم، وصار من المعلوم من الدين بالضرورة الذي يعرفه عوامهم قبل علمائهم،  وما كان الله ليجمع أمة محمد ﷺعلى ضلالة، ومستند هذا الإجماع الأدلة الصحيحة الصريحة
فقد روي البخاري في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:قال النبيﷺ:
(أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم فذلك نقصان دينها)
وحديث عائشة رضي الله عنها: أنها قالت « إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَكَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الدَّمَ فَقَالَ لَهَا امْكُثِي قَدْرَ مَا كَانَتْ تَحْبِسُكِ حَيْضَتُكِ ثُمَّ اغْتَسِلِي فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ».[1]

❐وقد أمرت الحائض بقضاء الصوم ولم تؤمر بقضاءالصلاة، فوجوب قضاء الصوم على الحائض ( وما يعنيه من عدم جواز صيامها وعدم صحته) حكم متفق عليه بين المسلمين ، وقد دل عليه السنة الصحيحة والإجماع .
روى البخاري (321) ومسلم (335) واللفظ له عَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ : مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلا تَقْضِي الصَّلاةَ ؟ فَقَالَتْ : أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ ؟! قُلْتُ : لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ . قَالَتْ: كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ .
قال النووي رحمه الله :هَذَا الْحُكْم مُتَّفَق عَلَيْهِ، أَجْمَع الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الْحَائِض وَالنُّفَسَاء لا تَجِب عَلَيْهِمَا الصَّلاة وَلا الصَّوْم فِي الْحَال , وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لا يَجِب عَلَيْهِمَا قَضَاء الصَّلاة , وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ يَجِب عَلَيْهِمَا قَضَاء الصَّوْم
قَالَ الْعُلَمَاء:وَالْفَرْق بَيْنهمَا أَنَّ الصَّلاة كَثِيرَة مُتَكَرِّرَة فَيَشُقّ قَضَاؤُهَا بِخِلَافِ الصَّوْم , فَإِنَّهُ يَجِب فِي السَّنَة مَرَّة وَاحِدَة , وَرُبَّمَا كَانَ الْحَيْض يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ اهـ .
❐والسؤال الذي نختم به ونرفعه في وجه هذه الفتنة ودعاتها: هل أضل الله أمة محمد ﷺطوال هذه القرون فأعمى أبصارها جميعا! وطمس على بصائرها جميعا!فلم تهتد إلى هذا الذي هدي إليه بزعمهم هؤلاء الخراصون الأفاكون؟! ألم يكن فيها رباني واحد من مفسر أو محدث أو فقيه أو عابد يفتح الله عليه! فيريه الحق في هذه القضية، وترك الله الأمة أربعة عشر قرنًا يفطر نساؤها الحُيّض على خلاف أمر الله كما يزعمون! بغير شعاع من نور يخرج بها من هذه العماية؟
ويستنقذها من هذه الضلالة؟!
أين هؤلاء التائهون مما رواه مسلم من قولهﷺ:
(لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ علَى الحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ وهُمْ كَذلكَ.)  وحسبنا الله ونعم الوكيل!
والله تعالى أعلى وأعلم.