سؤالي عن فتاة جميلة محترمة متعلمة تحافظ على الصلاة والمعوذات، هي من عائلة ملتزمة دينيًّا يقينها قوي بالله، لا تعاني من أية أعراض، إلا أنه يتقدم لخطبتها منذ سنتين شباب يصلون للبيت متحمسين جدًّا لما يسمعون من مواصفاتها، ولكن الموضوع لا يتعدى الزيارة الأولى ولا يرجعون بدون سبب.
تبكي الفتاة بوجود الخُطَّاب الكثيرين من دون جدوى.
الفتاة سمعت مرتين صوتًا لا ندري مصدره ينادي اسمًا يشبه اسمها، وتجاهلت الموضوع.
ما جَدَّ هو أن صديقة لها رأت حلمًا لهذه الفتاة أنها تُقبِّل بنتًا مجهولة بطريقة غير لائقة. وتفسير الحلم أن هذه الفتاة مصابة بمسٍّ من الجن وبحاجة لرقية شرعية.
ما هي الرقية الشرعية الصحيحة؟ هل يجب أن يقوم أحدٌ بالقراءة عليها؟ هل هناك خطوات وعلاج بالماء وأفعال؟ كيف ستعرف أنها شُفيت من الحسد أو السحر إن كان كذلك؟ وما هي أعراض الشفاء؟
أرجو إفادتنا بالموضوع بشكل شامل. وشكرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما تذكرينه محتمل، وإن في القرآن شفاءً من كل داء بإذن الله، كما قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82].
قال ابن القيم : في «زاد المعاد»: «القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة… وما كل أحد يؤهل ولا يوفَّق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليلُ التداويَ به ووَضَعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداءُ أبدًا، وكيف يقاوم الأدواءُ كلامَ ربِّ الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها، أو على الأرض لقطَّعها. فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه… وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهمًا في كتابه، فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله»(1) .

وهناك مَن تخصَّص في العلاج بالقرآن وبالرقية الشرعية عمومًا، فلتبحث صاحبة النازلة عمن عُرف بالصيانة والديانة من هؤلاء، تجد عنده ضالتها بإذن الله.
والمجمع ليس متخصصًا في هذه المسائل.
نسأل الله أن يمسح عليها بيمينه الشافية، وأن يجمع لها بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) «زاد المعاء» (4/352).