نتساءل أنا والأخوات عن كيفية الحصول على إجازة مُعتمَدة في حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم مُتَّصلة السَّنَد إلى رسول الله؛ وذلك لأن إحدى الأخوات ذكرت أن معها هذا السَّند وبدأت تُعطي إجازاتٍ لغيرها، وهكذا، وتحصل الأخوات على شهادات مختومة من أحد الشيوخ اعتمادًا على شهادة الأخت الأولى هذه، ثم علمتُ أن ذلك يتمُّ بأن تُسمِّعَ الأختُ عليها القرآن مجزًا على مدى طويل وبدون مراجعة، ثم تقول لها: أنا واثقة أنك ستُراجعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الإجازةَ شَهادةٌ، والشهادة لابُدَّ أن تكونَ بالحقِّ، ولمن علم ﴿إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [الزخرف: 86] فإذا سمعت الأخت المُجيزة القرآن ممن تطلب منها الإجازة، واطمأنَّت إلى إجادتها للتلاوة، وضَبْطها للمخارج والمواقف وسائر الأحكام، ساغ لها أن تُصدر لها إجازةً بذلك، وما وراء ذلك فهو تراتيبُ إدارية، لكلِّ مُجيزٍ طريقتُه في منح الإجازة، ولا ينبغي أن يُضيَّق على النَّاس في ذلك، وأرجو من كلِّ مَنِ اتَّجهت همَّتُه للحصول على إجازة في كتاب الله عز و جل أن يُحسِن النِّيَّةَ في ذلك، وألا يكون ذلك لـمُجرَّد مكاثرة القُرَّاء أو ابتغاء المنزلة في صدور العباد. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.