أنا لا أُجيد قراءة القرآن الكريم بالقواعد السَّليمة للقراءة، وقد أخطئ في قراءة بعض الكلمات؛ حيث إن اللغة العربيَّة لديَّ ليست قوية في معرفة أصول الإعراب والنَّحو وما إلى ذلك. فهل سماعي للقرآن الكريم أفضل في الثَّواب عند الله أم القراءة رغم عدم إجادتي؟ مع العلم بأنني في حال الاستماع قد يشرد ذهني بعيدًا عن الاستماع رغمًا عني، وأنا امرأة أعمل حتى الساعة السادسة مساء وباقي يومي أقوم فيه بقضاء احتياجات بيتي وأولادي، ولا يوجد لدي وقت حتى أقوم بتعلم أصول القراءة على أيدي المشايخ. وجزاك الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فاجتهدي في تعلُّم القراءة الصَّحيحة وابذلي أسبابك في ذلك، وما دُمتِ على طريق الطلب فلا يضرُّك اللَّحن اليسير في هذه المرحلة الانتقالية، وإن كانت قراءتك أفضل لك وأجمع لقلبك وهمَّتك فلا بأس بها رغم وجود هذا اللَّحن اليسير ما دمت على طريق الطلب والتعلم؛ فإن الماهرَ بالقرآن مع السَّفرة الكرام البَرَرة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاقٌّ له أجران(1). وننصحك بالجمع بين الاستماع والمتابعة من المصحف فإنه أعون على الضبط. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «تفسير القرآن» باب «عبس وتولى كلح وأعرض» حديث (4937)، ومسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «فضل الماهر في القرآن والذي يتتعتع فيه» حديث (798) من حديث عائشة ، بلفظ: «الْـمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ».